الثلاثاء، 4 مايو 2021

على خُطى زايد العطاء تم اعلان برنامج "أقدر" النسخة الثانية لملتقى غرس زايد



رغم تحديات كورونا استمرت دولة الامارات في تقدمها في مجالات العمل الانساني والتنمية المستدامة ، وتزامناً مع يوم زايد للعمل الانساني نظم برنامج خليفة للتمكين «أقدر» ، ملتقى غرس زايد بنسخته الثانية الافتراضية تحت عنوان «على خُطى زايد العطاء» .


وفي مستهل الملتقى، أكد الرئيس التنفيذي لبرنامج خليفة للتمكين المستشار الدكتور إبراهيم الدبل، أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، شخصية عالمية تاريخية استثنائية صنعت نموذجاً ريادياً عالمياً في الأعمال الإنسانية ومبادرات الخير والعطاء التي امتدت لتصل إلى معظم مناطق العالم.


وأشار إلى أنه على الرغم من رحيل القائد المؤسس إلا أن العديد من القيم الفريدة ترسخت في نفوس شعبه وأبنائه، أهمها الالتزام بنهجه ومسيرته المتميزة بمفردات الخير والعطاء الإنساني، مؤكداً أن تلك المعاني انعكست آثارها الإيجابية على رؤية ونهج قيادة دولة الإمارات الحكيمة، التي أسهمت في تعزيز مسيرتها التنموية والحضارية.


وشهدت أوراق العمل المقدمة عرض تجارب عملية وخبرات متنوعة حول مفاهيم غرس وتأصيل قيم ومبادئ الشيخ زايد في نفوس الأجيال، فيما شهدت الجلسات حوارات بناءة ووفرت منصةً وطنية لعرض إنجازات زايد العطاء في دعمه للإنسانية ومبادئ الأمن والتسامح والسلام والتعايش.

وأشاد المشاركون بجهود دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مجالات العمل الإنساني والخيري والعمل على نشر التسامح والسلام والأمن في العالم، وحرصها على تعزيز العمل الدولي المشترك الداعم لنشر قيم الترابط والتماسك بين مختلف الثقافات والشعوب والأديان.


وعقدت الجلسة الأولى تحت عنوان «زايد العطاء»، وقال المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة زكي أنور نسيبة، إن هذا الحدث يكتسب أهمية خاصة كونه يحتفي بتراث ورؤية «زايد المُلهم»، القائد المؤسس وتراثه الإنسانيّ الغنيّ الحافل بالإنجازات التي أذهلت العالم بأسره.


وذكر أنّ هذا الملتقى يستحضر التجربة الفذة لمؤسس الدولة رحمه الله لغرسها في عُقول الشباب والأجيال القادمة من أبناء الوطن، لأنّ الشيخ زايد بن سُلطان آل نهيان «رحمه الله»، قاد شعبهُ على امتداد قُرابة 6 عقودٍ في مسيرةٍ حافلةٍ نقل خلالها الإمارات من أطراف الصّحراء إلى رحاب العالمية.


من جانبه، قال المدير العام لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية محمد حاجي الخوري، بمناسبة انعقاد الملتقى إن الملتقى يحمل اسماً غالياً وعزيزاً على كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة، وقال: «الجميع لا يزال يستظل بغرس زايد ويأكل من ثماره، ولا ننسى ما غرسه في كل فرد منا من قيم وأخلاق سامية وحب للخير والتسامح والتلاحم والاندماج المجتمعي».


وعقدت الجلسة الثانية تحت عنوان «المجتمع والتنمية المستدامة»، وأكد خلالها رئيس اللجنة العليا لمؤسسة زايد الدولية للبيئة الدكتور محمد أحمد بن فهد، أن الوالد الشيخ زايد «طيّب الله ثراه» أرسى مبادئ ورؤى شكلت حجر الأساس لتحقيق التنمية المستدامة في دولة الإمارات، وكان تركيزه على التعليم والتمكين وتحقيق الرفاهية لمختلف أبناء المجتمع.


وقال إن الشيخ زايد «رحمه الله» عمل دون كلل على حماية التراث الطبيعي للأرض والبحر وحماية بيئتنا ومواردنا الطبيعية، والقيادة الرشيدة في دولة الإمارات اليوم تسير على خطى زايد -رحمه الله- ونهجه، من خلال أهداف التنمية المستدامة على مستوى الإمارات وحول العالم من أجل ضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.


وأكد مدير عام هيئة حماية البيئة والتنمية في رأس الخيمة الدكتور سيف محمد الغيص، أن يوم زايد للعمل الإنساني تجسيد للقيم الإنسانية النبيلة التي غرس مبادئها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، حيث كان يحب للناس ما يحب لنفسه، فكان السباق في تقديم جهود الإغاثة للمحتاجين واللاجئين وضحايا الكوارث الطبيعية والحروب والمجاعات، وقال: «بقى هذا النهج تتبعه دولتنا إلى يومنا»، ونوه بأن إنقاذ الأرواح وتخفيف معاناة البشر كانت من أولويات مؤسس الدولة.


واستعرضت الجلسة الختامية جهود دولة الإمارات الإنسانية خلال جائحة كورونا، فمن جانبها، قالت نائبة المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة أميرة الحفيتي، إن قيادة دولة الإمارات أدركت منذ الأيام الأولى للجائحة أنه لا أحد في مأمن حتى نكون جميعاً بأمان، وأنه يجب العمل بشكل وثيق مع الشركاء من أجل الوصول إلى استجابة دولية منسقة خلال جائحة كورونا، مؤكدة أن الإمارات قدمت المساعدات الإنسانية وساهمت في الجهود الدولية لمواجهة الجائحة.


من جهته، قال مدير عام وكالة أنباء الإمارات (وام) محمد جلال الريسي، إن توجيهات ومتابعة القيادة الرشيدة جعلت قطاع الإعلام الإماراتي منارة للمعرفة والتنوير والتوعية، وأداة إنسانية وتنموية لخدمة قضايا المجتمع والعالم، وهو ما تجلى بوضوح خلال جائحة «كوفيد-19» التي يشهدها العالم.


وأضاف أن الإعلام الإماراتي بوسائله المختلفة قدم للعالم نموذجاً رائداً في دعم مسيرة الدولة الإنسانية والخيرية عبر 50 عاماً من العطاء الإنساني، من خلال إعلام إماراتي إنساني مسؤول يتمتع بالمصداقية، قادر على مواكبة جهود الإمارات المختلفة على مستوى العالم، لا سيما الإنسانية والخيرية.


وأكد الريسي أن الإعلام الإماراتي نجح خلال جائحة «كورونا» في إيصال رسالة الإمارات الإنسانية إلى العالم، وإبراز إنجازاتها الخيرية والتنموية على الساحة الدولية في ظل ظروف استثنائية لم يشهدها العالم من قبل، بما يعكس مبادئ الإمارات الراسخة في تعزيز قيم التسامح والسلام والتآزر والتضامن الإنساني بين بني البشر خاصة في ظل الظروف الطارئة.


وعلى هامش الملتقى عقدت ورشة تدريبية بعنوان التمكين المجتمعي في الأعمال الإنسانية، قدمها سالم الهاجري مسؤول قيادة مشاريع تكاتف في مؤسسة الإمارات لمعلمي مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي وموظفي وزارة التربية والتعليم.


ركزت الورشة على تمكين أفراد المجتمع وإشراك جميع الشرائح في التنمية المجتمعية، والاستثمار الفعّال لطاقة الشباب بمجال الأعمال الإنسانية، عبر حزمة من البرامج لتعزيز العمل الإنساني، واستحداث آليات جديدة لتمكين فئات المجتمع في جميع المجالات الإنسانية، وبما يخدم حاجة المجتمع ويحقق الأهداف الوطنية.


وأصدر ملتقى «غرس زايد» في ختام أعماله عدداً من التوصيات، تضمنت الدعوة إلى إطلاق مبادرات لتمكين الشباب الإماراتيين في مجالات العمل الإنساني محلياً وعالمياً، لإعداد جيل متميز من القياديين من شباب الإمارات بمجالات العمل الإنساني، من خلال الشراكة بين المؤسسات الحكومية والخاصة وغير الربحية في نموذج مميز للعمل الإنساني المشترك.


وأكد أهمية التزام المؤسسات الوطنية بمسؤوليتها تجاه المجتمع، وتفعيل الشراكة الحقيقية بين القطاعين الحكومي والخاص لتبني المبادرات والبرامج التطوعية والمجتمعية والإنسانية.


ودعا إلى التأصيل العلمي لفكر ورؤى الشيخ زايد في العمل الإنساني، ونشرها على مستوى المنظمات الدولية والأممية المعنية بالتراث والعطاء الإنساني، وتأكيد أن إنجازات الشيخ زايد تتوافق مع المعايير والمتطلبات الدولية، خاصة أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.


وأوصى الملتقى بمخاطبة الجهات المعنية بالتعليم وإعداد المناهج محلياً ودولياً لإدراج مآثر الشيخ زايد في المناهج الدراسية، وغرسها في نفوس الناشئة باعتبار الشيخ زايد، رحمه الله، شخصية إنسانية عالمية يتوجب النهل من فكره ورؤاه.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © قريه التراث
تصميم : يعقوب رضا