بدأت العلاقات بين الإمارات والصين في 3 ديسمبر/ كانون الأول 1971، أي بعد يومين على قيام دولة الإمارات، حينما بعث القائد المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان برقية إلى شو ان لاي، رئيس مجلس الدولة الصيني، وقد أشاد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بالعلاقات بين الإمارات والصين، مشيرا إلى أنها تاريخية وهناك أهداف مشتركة تجمع بين البلدين.
وقد جاء حالياً وصف وسائل إعلام صينية العلاقات الإماراتية الصينية، بأنها «دخلت مرحلة ذهبية»، في إشارة إلى الاحتفال باليوبيل الذهبي من الشراكة والتعاون بين البلدين، هذا التعاون الآخذ في التوسع نحو مزيد من المجالات الناشئة، لا سيما مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، الأمر الذي يعكس عمق الشراكة بين الدولتين.
وجاء ذلك في أعقاب استقبال منتدى بوجيانغ للابتكار الذي اختتم أعماله أمس، في مدينة شانغهاي الصينية، تحت عنوان «الابتكار من أجل حياة أفضل للبشرية»، لدولة الإمارات كضيف الشرف للمنتدى، حيث ألقى كلمة دولة الإمارات الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص لدولة الإمارات لشؤون التغير المناخي.
وذكرت وسائل الإعلام الصينية، أن الإمارات والصين بإمكانهما تعميق التعاون في مجالات الأمن البيولوجي والأمن الغذائي وعلوم الحياة والمستحضرات الصيدلانية والفضاء والطاقة المتجددة والتصنيع المتقدم، مشيرة إلى أن التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا هو محور التعاون التنموي بين دولة الإمارات والصين.
ونقلت وكالة الأنباء الصينية الرسمية «شينخوا»، عن الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، قوله في كلمة دولة الإمارات، ضيف الشرف: «تعلمنا في الإمارات أن الابتكار لا ينتج من فراغ، ولكنه يظهر إلى النور عندما تعمل أفضل العقول معاً لحل مشكلة واحدة. وهذا هو السبب في أن قيادة الإمارات تعزز دائماً ثقافة التنوع التي ترحب بالجميع، وهو السبب في تشجيع الإمارات التعاون خارج حدودهالأننا معاً نكون أكثر ذكاء وأكثر فطنة وأكثر مرونة».
وذكرت الوكالة نقلاً عن الجابر أن "نفس روح الابتكار التعاوني يمكن أن تساعد الإمارات والصين في حل التحديات العالمية الأخرى، مثل تغير المناخ، حيث دخلت الإمارات والصين في شراكة للابتكار، وعملتا على إنشاء أكبر محطة للطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم - نور أبوظبي بـ3.2 مليون لوحة شمسية مثبتة على مساحة 8 كيلومترات مربعة، لتنتج نور أبوظبي 1.2 غيغاواط من الكهرباء النظيفة".
من جهتها صحيفة «شنغهاي دايلي»، فقد أكدت أنه مع استمرار العالم في التغير بوتيرة غير مسبوقة ومع استمرار التقنيات الجديدة في تعطيل الطريقة التي نعيش ونعمل بها، لم يعد بناء نظام يحفز الابتكار أمراً اختيارياً. فمن الضروري للبلدان أن تنافس وأن تنجح وتحقق أهدافها بالإمكانات الاقتصادية. في إشارة مقتبسة من كلمة دولة الإمارات ضيف شرف الحدث.
وتحت عنوان «التعاون الصيني العربي في مجال العلوم والتكنولوجيا في المستقبل أقوى»، أكد موقع «شنغهاي للعلوم والتكنولوجيا»، أن دولة الإمارات عرضت رؤيتها للعلوم والتكنولوجيا، مشيرة إلى أن مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الحدث كدولة ضيف شرف، تعكس بشكل كامل العلاقة الوثيقة والدائمة بين البلدين، والتي من المحتم أن تقوى في المستقبل مع استمرار تعميق العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية والثقافية بين البلدين.
وأضاف الموقع: يعتقد الدكتور سلطان الجابر أن ثقافة الابتكار يتم تعزيزها من خلال التعاون المفتوح تجاوز نموذج العمل التقليدي، وأن الاستثمار المباشر في البحث والتطوير وتحويل الأموال الاحتياطية ودعم السياسات والضمانات القانونية للابتكار أمر بالغ الأهمية للابتكار. وبناء على ذلك، تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على تطوير استراتيجيتها للبحث والتطوير وتحويل النتائج، مع التركيز على مجالات دعم السياسات ذات الأولوية وآليات التنسيق لضمان توفير الحوافز للمناطق ذات الإمكانات الأكبر.
وفي صحيفة «شنغهاي أوبزيرفر»، قال عمدة شنغهاي، غونغ تشينغ، إن الصين والإمارات شركاء استراتيجيون شاملون، وإن التعاون بين البلدين في مختلف المجالات يتعمق باستمرار. لطالما أولت شنغهاي أهمية للتبادلات والتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ولدينا منذ عام 2000 تعاون مثمر مع دولة الإمارات وإمارة دبي، في مجالات التمويل والتجارة والبناء الحضري والثقافة. كنافذة أمامية للانفتاح مع الصين، وتعمل شنغهاي على تعميق بناءها لـ«5 مراكز» ومدينة دولية حديثة. تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بالكثير من الخبرات التنموية التي يمكن لشنغهاي أن تتعلم منها.
وأضاف عمدة مدينة شنغهاي المدينة المستضيفة للحدث: من المؤمل أن ينتهز الجانبان فرصة البناء المشترك لـ«الحزام والطريق» لخلق المزيد من التعاون في الابتكار التكنولوجي والمدن الذكية والذكاء الاصطناعي. وتعزيز التعاون ذي المنفعة المتبادلة بين الجانبين في مجالات أعمق وأوسع خلال الفترة المقبلة.
يشار إلى أن منتدى الابتكار في بوجيانغ يعد منتدى دولياً رفيع المستوى تشارك في رعايته وزارة العلوم والتكنولوجيا وحكومة بلدية شنغهاي، وهو مكرس كمصدر خطاب مهم في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجيا العالمية.
ومن الجدير بالذكر انه على مدار الاعوام الماضية من إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حققت العلاقات الإماراتية الصينية قفزات نوعية متصاعدة في جميع المجالات، ومزيداً من تطوير علاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجي الشامل.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق