جهود إنسانية تتواصل ومبادرات تنموية تتزايد سيرا على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العطاء ومواصلة أعمال الخير، وتنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بأن تبقى الإمارات رائدة في العمل الإنساني على مستوى المنطقة والعالم.
تشارك دولة الإمارات، الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والعالم، الاحتفال باليوم الدولي للعمل الخيري، في 5 سبتمبر من كل عام، الذي يصادف غداً، فيما يشكل توفير مواد الإغاثة الطارئة للمتضررين من الأزمات والطوارئ الإنسانية، نهجاً إماراتياً ثابتاً وراسخاً في دعم العمل الإنساني للمحتاجين والمجتمعات المتضررة في أنحاء العالم، حيث اضطلعت الدولة بدور ريادي في ساحات العمل الإنساني والمساعدات التنموية.
ويدعو هذا اليوم إلى تعزيز روح التضامن العالمي، ويركز على حاجات الفئات الأضعف والأشد فقراً، ويتيح فرصة لتعزيز الأواصر الاجتماعية، والإسهام في خلق مجتمعات أكثر شمولاً ومرونة، فللعمل الخيري، القدرة على رفع آثار الأضرار المترتبة على الأزمات الإنسانية، كما أنه له القدرة على دعم الخدمات العامة في مجالات الرعاية الطبية والتعليم والإسكان وحماية الأطفال، وهو فاعل جداً في تحسين الثقافة والعلوم والرياضة وحماية الموروثات الثقافية، فضلاً عن تعزيزه لحقوق المهمشين والمحرومين، ونشر الرسالة الإنسانية في حالات الطوارئ والكوارث والأزمات.
وقد تم إقرار اليوم الدولي للعمل الخيري، بهدف توعية وتحفيز الناس والمنظمات غير الحكومية وأصحاب المصلحة المشتركة في جميع أنحاء العالم، لمساعدة الآخرين، من خلال التطوع والأنشطة الخيرية، واختير تاريخ 5 سبتمبر من كل عام لهذا اليوم، من أجل إحياء ذكرى وفاة الأم تيريزا، والتي حصلت على جائزة نوبل للسلام في عام 1979، تكريماً للعمل الخيري الذي اضطلعت به من أجل التغلب على الفقر.
ولم تتوانَ دولة الإمارات في الاستجابة السريعة لهذه الكوارث، وقامت بإنشاء جسور جوية لمساعدة المتضررين في السودان وباكستان، وأرسلت آلاف الأطنان من مواد الإيواء والاحتياجات الإنسانية الأساسية للمتضررين من السيول والفيضانات، والمساهمة في دعم السكان المتضررين وعائلات الضحايا، وتحسين ظروفهم المعيشية، ومساندة الجهود المحلية والمؤسسات المعنية في احتواء الأزمة، والتخفيف منها، ليتواصل الدعم الإماراتي الإنساني والخيري إلى كافة المجتمعات المتضررة حول العالم، انطلاقاً من الدور الإنساني العالمي لدولة الإمارات، الذي أرسى مبادئه القائد المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
ففي السودان، قامت هيئة الهلال الأحمر والفرق الإماراتية الموجودة هناك، بإنشاء أكثر من 120 خيمة في موقع واحد، وتوزيع أكثر من 450 خيمة على بقية قرى محلية المناقل، والتي استقبلها الأهالي بفرحة كبيرة، أدخلت الطمأنينة على قلوب الأسر المنكوبة والأطفال، حيث تشرف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على نقل المساعدات الإنسانية، التي يستفيد منها أكثر من 140 ألفاً من المتأثرين والنازحين في عدد من الولايات السودانية الأشد تأثراً من تداعيات الكارثة، مثل ولاية نهر النيل، وولاية الخرطوم، وولاية الجزيرة.
وفي باكستان، وقبل خمسة أيام، شرعت وزارة الدفاع – ممثلة في قيادة العمليات المشتركة – في تسيير جسر جوي لنقل المساعدات الإنسانية المقدمة من دولة الإمارات إلى باكستان، وشمل المساعدات الإغاثية، مواد الإيواء، والاحتياجات الإنسانية، والطرود الغذائية والدوائية للمتضررين من السيول والفيضانات، بهدف المساهمة في دعم الجهود لإغاثة السكان المتضررين، وتوفير الاحتياجات الضرورية لهم.
ولأهمية العمل الإنساني في دولة الإمارات، فقد أولت وثيقة المبادئ العشر للخمسين الجديدة لدولة الإمارات، التي أصدرتها في 5 سبتمبر 2021، والتي حددت المسار الاستراتيجي للدولة في دورتها التنموية القادمة، في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية الداخلية، فقد أكدت الوثيقة في البند التاسع، على أن «المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات، هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً، ولا ترتبط مساعداتنا الإنسانية الخارجية بدين أو عرق أو لون أو ثقافة، كما أن الاختلاف السياسي مع أي دولة، لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات.
وتولي دولة الإمارات أهمية قصوى للعمل الخيري، وتحرص دوماً على توفير مواد الإغاثة الطارئة للمتضررين من الأزمات والطوارئ الإنسانية حول العالم، ومد يد العون لتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في جميع أنحاء العالم، من خلال ثلاثة محركات رئيسة لنهج الإمارات الإنساني، وهي حماية المدنيين في حالات الطوارئ الإنسانية، لا سيما النساء والأطفال، والعمل بشكل وثيق مع المنظمات المحلية والدولية، وتعزيز جهود النظام الإنساني العالمي، من خلال التعاون الهادف، ما يجسّد النهج الإنساني الإماراتي، والذي أرسى دعائمه المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسار على نهجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
وتركز المساعدات الإنسانية الإماراتية على عدة مجالات رئيسة، يعد أهمها المساعدات المقدمة في مجال تقديم المواد الإغاثية المتنوعة في حالات الطوارئ الإنسانية.
واضطلعت دولة الإمارات بدور ريادي في ساحات العمل الإنساني، والمساعدات التنموية، على الصعيدين الإقليمي والدولي، ووظفت سياساتها الخارجية، لتكون إحدى الأذرع الرئيسة للعمل الإنساني لمواجهة الأزمات. وفي أبريل الماضي، كان إعلان دولة الإمارات عن انطلاق «مبادرة المليار وجبة»، مطلع شهر رمضان، الأكبر من نوعها في المنطقة، لتوفير الدعم الغذائي للفقراء والمحتاجين في 50 دولة حول العالم.
تتجلى مواقف دولة الإمارات الإنسانية المشرفة في مساندة دول العالم وإعانتها لمواجهة جائحة كوفيد 19، من خلال تسيير مئات الرحلات الجوية التي نقلت العالقين في العديد من الدول، وحملت المساعدات الطبية لمعظم دول العالم المتأثرة بالوباء، لمساعدتها في التصدي لتبعات المرض، ودعم جهود القطاع الصحي في أكثر من 140 دولة حول العالم، بآلاف الأطنان من الإمدادات الطبية، وأدوات الحماية للكوادر الطبية والتمريضية حول العالم، الذين بلغ عددهم أكثر من مليوني كادر طبي، منذ مارس عام 2020.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق