الاسبوع الثاني لحملة " تراحم من أجل غزة " وتزايد مستمر للمتطوعين غير مسبوق من المقيمين والوافدين ومن كافة الامارات السيع .
الاسبوع الثاني للحملة
واصلت حملة «تراحم من أجل غزة»، التي أطلقتها دولة الإمارات لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين المتضررين من الحرب في قطاع غزة، أمس، جهودها التطوعية والمجتمعية في الأسبوع الثاني من انطلاقها، حيث شهد مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) ومركز إكسبو الشارقة أمس، حضوراً تطوعياً كبيراً من آلاف المواطنين والمقيمين، للمشاركة في حملة «تراحم من أجل غزة»، التي تأتي وفق توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ضمن الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات لتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة للمتأثرين في غزة.
تزايد اعداد المتطوعين
وشارك في الحملة 10 آلاف و100 متطوع (2600 في دبي و3500 في أبوظبي و4000 في الشارقة) شاركوا في إعداد 25 ألف حزمة إغاثية على مدار اليومين الماضيين من خلال فعاليات نظمت في أبوظبي ودبي والشارقة، وجمعت أكثر من 550 طناً من المواد الإغاثية، كما تم إرسال 120 طناً إلى مدينة العريش في جمهورية مصر العربية بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي لإدخالها إلى قطاع غزة تشمل الاحتياجات الغذائية والاحتياجات الخاصة بالأطفال والأمهات. وتشرف على الحملة وزارة الخارجية بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وبرنامج الغذاء العالمي، وبالتنسيق مع وزارة تنمية المجتمع وبمشاركة 20 مؤسسة خيرية وإنسانية، بالإضافة لمنصات التطوع الوطنية.
وأكد نائب الأمين العام للشؤون المحلية في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، راشد مبارك المنصوري، في تصريح إعلامي أن الحملة التي تدخل أسبوعها الثاني، تمكنت من إعداد وتجهيز ما يزيد على 38 ألف طرد من المواد الغذائية والإغاثية ومستلزمات النساء والأطفال، بينها 13 ألف طرد تم تجهيزها مع بداية انطلاق الحملة الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى ما يزيد على 25 ألف طرد وسلة مساعدات كانت حصيلة التجمعات التطوعية الثلاثة التي تم تنظيمها، أول من أمس، في إمارة دبي، وأمس في إمارتي أبوظبي والشارقة.
لاجل غير مسمى
وشدّد المنصوري على أن حملة «تراحم من أجل غزة»، مستمرّة إلى أجل غير مسمّى على مستوى إمارات الدولة، سواء عبر تنظيم المزيد من التجمّعات التطوعية خلال الأيام المقبلة، أو من خلال استمرار تلقّي التبرعات المادية على حساب الهيئة البنكي والرسائل الهاتفية، والتبرعات العينية في المواقع الـ26 التي خصصتها الهيئة لاستقبال التبرعات في مختلف أنحاء الدولة.
وتفصيلاً، سجّلت المرأة أسبقية «معتادة» في التوافد المبكر إلى مقر مركز تجهيز المساعدات الإغاثية في أبوظبي، قبل ساعة تقريباً من بداية أعمال التجمّع التطوعي الذي انطلق في التاسعة من صباح أمس، حيث تزاحم عدد كبير من المواطنات والمقيمات الراغبات في التطوّع على التسجيل والتوجّه للمساعدة في أعمال تجهيز طرود وسلال المواد الغذائية والصحية والإغاثية، ما دفع المنظمين إلى تمديد فترة التجمع التطوعي ساعتين إضافيتين، ليختتم أعماله في الساعة الرابعة بعد العصر بدلاً من الثانية ظهراً.
وتضاعف إقبال المتطوعين في منتصف اليوم، خصوصاً من قبل كبار المواطنين والمقيمين وأصحاب الهمم الذين قاموا بتجهيز عشرات الطرود وسلال المساعدات، فيما زيّن الأطفال المشهد التطوعي، حيث حرصت أسر كثيرة على اصطحاب أطفالها للمشاركة في تجهيز طرود المساعدات.
مشاركة كبار السن
وكان من اللافت تخصيص منظمي الفعالية التطوعية خط تجهيز للمواد الإغاثية خاصاً بكبار السن، استحوذ عليه عدد كبير من كبار المواطنات غالبية الوقت، حيث حرصن على المشاركة بفاعلية وهمّة في إعداد طرود المساعدات، كما شهد مقر تجهيز المواد الإغاثية عدداً من الزيارات التضامنية من شيوخ ومسؤولين حرصوا على متابعة سير العمل التطوعي والمشاركة في تجهيز بعض الطرود.
من جانبه، أكد نائب الأمين العام للشؤون المحلية في «الهلال الأحمر الإماراتي»، راشد مبارك المنصوري، أن هيئة الهلال الأحمر انتهت من تسجيل 3500 متطوع في أبوظبي، شاركوا في فعّاليات الأسبوع الثاني لحملة تراحم من أجل غزة، التي أقيمت في مركز (أدنيك) بأبوظبي، منوهاً بأن إجمالي الطرود التي تم تجهيزها على مدار اليوم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، جاوز 13 ألف طرد من المواد الغذائية والإغاثية.
وأضاف: «ليس من المستغرب أن نجد آلاف المتطوعين ممن يعيشون في دولة الإمارات من مواطنين ومقيمين من مختلف الجنسيات، يتزاحمون على مساعدة أشقائهم الفلسطينيين، ويوجدون حتى قبل وصول المنظمين أنفسهم، فهذا يدل على حبّهم للإنسانية والعطاء والإسهام في تخفيف معاناة الأشقاء»، مشدداً على أن شعب الإمارات بمختلف فئاته ومكوناته دائماً على عهده بنصرة ومساعدة جميع المتضررين والمحتاجين للغوث والتخفيف من معاناتهم.
إكسبو الشارقة
إلى ذلك شارك في تنظيم الحملة في مركز إكسبو الشارقة، التي بدأت منذ الساعة الثامنة صباحاً، واستمرت حتى الساعة الواحدة والنصف ظهراً، كل من جمعية الشارقة الخيرية ومؤسسة القلب الكبير ومركز الشارقة للتطوع، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي ووزارة الخارجية. وأتاحت جمعية الشارقة الخيرية استقبال التبرعات النقدية من خلال وسائل التبرع المتاحة عبر الموقع الإلكتروني التي تضم بطاقة الائتمان، والتبرع عبر «أبل باي» و«سامسونغ باي»، والتحويل البنكي، إلى جانب الرسائل النصية القصيرة، وتستقبل الجمعية اتصالات الجمهور واستفساراتهم من خلال الخط الساخن 80014.
وشهدت فعاليات الحملة إقبالاً كثيفاً من المتطوعين مع بدء فعالياتها، حيث سمحت الجهات المنظمة لكل متطوع بالعمل مدة لا تُجاوز الساعة، لإتاحة الفرصة لغيره من المتطوعين للمشاركة، فيما تم تقسيم حزم المساعدات إلى ثلاث فئات؛ الأولى سلة المواد الغذائية، متضمنة مجموعة من المواد الغذائية المتنوعة، والثانية سلة المرأة وتحوي عدداً من الاحتياجات الأساسية للنساء، فضلاً عن سلة للأطفال تضم مواد غذائية للأطفال وحليب أطفال وفرشاة ومعجون أسنان، وكذلك حفاضات ومناشف وكريم وشامبو للاستحمام.
من جانبه، قال المدير التنفيذي لجمعية الشارقة الخيرية، عبدالله سلطان بن خادم، إن حملة تراحم من أجل غزة في مركز إكسبو الشارقة تستهدف تقديم 7500 طرد إغاثي، منها 4500 طرد مواد غذائية، و2000 طرد مستلزمات للأطفال، و1000 طرد للنساء.
وأضاف أن عدد المتطوعين تجاوز الـ3500 متطوع، حيث تم تقسيم المتطوعين إلى مجموعات وفئات، وهذا إن دل، فإنه يدل على تعاضد وتكاتف وتراحم أهل الإمارات مع أهاليهم في غزة، مضيفاً: «اليوم كل أطياف المجتمع من نساء وأطفال وشباب يقدمون خدماتهم، فالجميع يرغب في المشاركة ولو بدقيقة، وهذا يعكس غرس زايد الطيب الموجود في دولة الإمارات، وانعكاسه على الجميع، سواء مواطنون أو مقيمون من جميع فئات المجتمع؛ فالكل يرغب في تقديم الخدمة ولو بشكل بسيط».
وتابع بن خادم: «تم استنفار الجهود الإنسانية لتلبية نداء إغاثة الأشقاء في فلسطين، الذي وجه به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وذلك ضمن حملة (تراحم من أجل غزة)، لتوفير آلاف الحزم الإغاثية العاجلة للمتضررين، لاستكمال مشروع الحملة من مختلف الجهات الإنسانية والأفراد، بما يترجم قيم الإمارات التي رسخها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه».
حملات خيرية أخرى
وذكر أن هناك الكثير من الحملات الخيرية التي أطلقتها قيادة الدولة، وتهدف إلى إغاثة الجوعى واللاجئين في مختلف بقاع العالم، منها حملة إغاثة السوريين، ومد يد العون لهم، التي خصصت للاجئين من الأطفال والشيوخ والنساء، وهي حملات دائماً ما تأتي في وقتها باعتبار تلك الفئات من أكثر فئات المجتمع ضعفاً وحاجة.
من جانبها، قالت مديرة مؤسسة القلب الكبير، مريم الحمادي، إن «القلب الكبير» ملتزمة دائماً موقفها بأن تكون بجانب المحتاجين دوماً، ويأتي هذا الدعم في إطار الدور الإنساني الذي تمارسه دولة الإمارات، وإمارة الشارقة تحديداً، والتزاماً منا بمساعدة أشقائنا الفلسطينيين بمد يد العون لهم في هذه الظروف الصعبة. وأضافت الحمادي لـ«الإمارات اليوم»: «المؤسسة أطلقت حملتها الإغاثية دعماً لجهود الدولة، من خلال حملة (تراحم من أجل غزة)، حيث خصصنا 30 مليون درهم لتمويل مشاريع مختلفة لدعم أشقائنا الذين تأثروا من الأحداث الأخيرة في غزة»، مشيرة إلى أن المشاريع ستختلف وتكون بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي ووزارة الخارجية، للتأكد من تمويل المنظمات الموثوقة لتوصيل المساعدات بطريقة مباشرة إلى أشقائنا الفلسطينيين في غزة.
وأكدت أن العمل الخيري في الإمارات ممارسة اكتسبناها منذ أيام والدنا المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي غرس فينا ثقافة العمل الإنساني، لذلك دولة الإمارات تعتبر من الدول السباقة لتقديم المساعدات الإنسانية لأي فئة متضررة في مختلف أنحاء العالم.
من جانبها، أكدت مديرة مركز الشارقة للعمل التطوعي، حصة محمد الحمادي، أن «الحملة شهدت مشاركة عدد كبير من أفراد المجتمع، وهذا يعكس تنامي ثقافة حب الخير من مواطنين ومقيمين على هذه الأرض، ونأمل من خلال الحملة التضامن مع إخواننا في فلسطين، ونتمنى من الله أن يرفع الضرّ عنهم».
وأوضحت أن الحملة شهدت مشاركة 4000 متطوع بنهاية اليوم، حيث تم تقسيم المشاركين إلى فرق ومجموعات، بحيث يتم إدخال مجموعة كل ساعة تضم نحو 1000 متطوع.
تبرعات عينية
أعلنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي استمرار تلقيها المساعدات والتبرعات العينية لمصلحة الأشقاء الفلسطينيين المتضررين في قطاع غزّة، من جموع المواطنين والمقيمين على أرض الدولة، ضمن حملة «تراحم من أجل غزة»، في المواقع والمراكز المخصصة لتلقي التبرعات العينية.
وخصّصت الهيئة 26 موقعاً في مختلف إمارات الدولة لتلقّي التبرعات العينية من الجمهور، بينها 12 مركزاً لجمع التبرعات في إمارة أبوظبي، (ثمانية مراكز في مدينة أبوظبي)، هي «كرفان شارع المطار مقابل كارفور، كرفان المارينا مول مقابل المارينا، كرفان الشهامة مقابل جمعية بني ياس التعاونية، كرفان شارع النجدة بجانب شركة أبوظبي للتوزيع، كرفان مدينة خليفة خلف المحال التجارية، كرفان مدينة الشوامخ مقابل اللولو إكسبرس، كرفان مدينة بني ياس مقابل اللولو هايبر ماركت، كرفان مدينة بني ياس مقابل جمعية بني ياس التعاونية»، و(ثلاثة مراكز في منطقة الظفرة)، هي «مكتب مدينة زايد، مكتب مدينة الظنة، الرويس بمكتب مدينة السلع»، و(مركز واحد في مدينة العين) بـ«مستودعات المرخانية». كما خصّصت الهيئة ستة مراكز لجمع التبرعات في إمارة رأس الخيمة، هي مقر الهلال الأحمر بالطابق الأرضي، كرفان الرمس، كرفان رأس الخيمة، كرفان شعم، كرفان الظيت الجنوبي، كرفان المعيريض»، بالإضافة إلى مركزين في كل من إمارة دبي (مقر مركز الهلال الأحمر، مستودعات المركز في القوز)، وفي الشارقة، مقر المركز في الرحمانية، ومكتب الهيئة في النخيلات، وفي الفجيرة مقر مركز الهلال الأحمر، خيمة بنك دبي الإسلامي في شارع الشيخ حمد بن عبدالله الشرقي 83 الفجيرة، ومركز وحيد في أم القيوين (مقر مركز الهلال الأحمر بأم القيوين)، وآخر في عجمان (مقر مركز الهلال الأحمر).