بدأت وزارة الدفاع - ممثلة بقيادة العمليات المشتركة - تسيير جسر جوي لنقل المساعدات الإنسانية المقدمة من دولة الإمارات إلى باكستان ، وتشمل المساعدات الإغاثية، مواد الإيواء والاحتياجات الإنسانية والطرود الغذائية والدوائية للمتضررين من السيول والفيضانات بهدف الإسهام في دعم الجهود لإغاثة السكان المتضررين وتوفير الاحتياجات الضرورية لهم.
وتأتي هذه المساعدات في إطار توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» لتقديم أشكال الدعم كافة للشعب الباكستاني الصديق جراء تداعيات السيول التي شهدتها باكستان أخيراً.
وقال حمد عبيد إبراهيم سالم الزعابي سفير الدولة لدى جمهورية باكستان الإسلامية، إنه تم تسيير أول طائرة مساعدات إماراتية إغاثية صباح أمس إلى باكستان وتحمل على متنها المساعدات الغذائية والإيوائية المتنوعة، على أن يعقبها عدد من طائرات المساعدات الأخرى على مدار الأيام المقبلة لتقديم الدعم للتخفيف من حدة التداعيات التي خلفتها الفيضانات والسيول التي شهدتها باكستان أخيراً.
وأضاف إن تقديم تلك المساعدات يؤكد قوة ومتانة العلاقات بين البلدين، وإن دولة الإمارات أسهمت على مدار السنوات الماضية في التخفيف من حدة العديد من الأزمات الإنسانية التي شهدتها باكستان وخاصة ذات الصلة بالكوارث الطبيعية ، وأكد أن الدعم الإماراتي الإنساني يمتد لتقديم يد العون إلى المجتمعات كافة المتضررة حول العالم انطلاقاً من الدور الإنساني العالمي لدولة الإمارات الذي أرسى مبادئه الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».
ومن الجدير بالذكر ان المساعدات الاماراتية تطرقت للمساعدات الطبية حيث أرسلت «أطباء الإمارات» مستشفى ميدانياً وعيادات متنقلة للمناطق المتضررة من السيول والفيضانات في القرى الباكستانية لتقديم خدمات تشخيصية وعلاجية ووقائية، إضافة إلى تنفيذ برنامج لبناء قدرات خط الدفاع الأول لزيادة جاهزيتها للاستجابة الطبية للطوارئ والكوارث، بإشراف فريق إماراتي وباكستاني طبي من المتطوعين في برنامج القيادات الإنسانية الشابة.
وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود مبادرات زايد الإنسانية العالمية، وتحت شعار «لا تشلون هم» بالتنسيق مع وزارة الصحة في إقليم السند وفي بادرة مشتركة من الائتلاف الإنساني المتمثل من برنامج الإمارات للإغاثة الطبية «إغاثة» وجمعية دار البر ومؤسسة بيت الشارقة الخيري ومجموعة المستشفيات السعودية الألمانية وأكاديمية الإمارات للتطوع.
وأكد سلطان الخيال، الأمين العام لمؤسسة بيت الشارقة الخيري رئيس وفد الإمارات للإغاثة الطبية، أنه تم تشكيل فرق طبية تطوعية ميدانية وافتراضية من الأطباء الإماراتيين والباكستانيين لتشغيل المستشفى الميداني التطوعي والعيادات المتنقلة في محطته الحالية، والذي بدأ عمله في إقليم السند وقدم خدماته التطوعية التشخيصية والعلاجية والوقائية والتدريبية، ما ساهم في دعم جهود المؤسسات الصحية والخاصة الباكستانية، ونجح في استقطاب الكوادر الطبية وتمكينها في خدمة المرضى والتخفيف من معاناة المتضررين من جراء الفيضانات والسيول الباكستانية بالتنسيق مع سفارة الإمارات لدى باكستان وقنصلية الإمارات في كراتشي والمؤسسات الصحية والتطوعية الباكستانية.
وقال إن الفريق الإماراتي الباكستاني الطبي التطوعي باشر في مهامه الإنسانية في استقبال المرضى وعلاجهم وتوفير الأدوية اللازمة لهم مجاناً بإشراف نخبة من كبار الأطباء والجراحين المتخصصين من خلال مستشفى ميداني مجهز بوحدة استقبال وعيادات ميدانية وقسم إقامة المرضى ومختبر وصيدلية، إضافة إلى عيادات متنقلة تصل إلى المناطق البعيدة عن الخدمات الصحية.
من جانبه، أكد جراح القلب الإماراتي الدكتور عادل الشامري العجمي، الرئيس التنفيذي لمبادرة زايد العطاء رئيس إمارات العطاء رئيس أطباء الإمارات، أن الفرق الطبية تم تقسيمها إلى أربع مجموعات: الأولى لتصنيف المرضى وتشخيص الأمراض، والمجموعة الثانية لتقديم العلاج المجاني، المجموعة الثالثة للتوعية لزيادة وعي المتضررين من الفيضانات وبالأخص المسنين والنساء والأطفال، والمجموعة الرابعة معنية بتدريب الكوادر الطبية من خط الدفاع الأول في مجال طب الكوارث وآلية التعامل مع الإصابات والأمراض الناتجة من السيول والفيضانات.
وأكد أن الإمارات سباقة في مجال العمل الإنساني والخيري باعتباره قيمة إنسانية قائمة على العطاء والبذل بكل أشكاله، وهي اليوم من الدول القلائل التي ترجمت معنى الثروة إلى فكر ومشاركة إنسانية.
وأكد أن تحريك المستشفى يأتي في إطار جهود الإمارات لمساعدة الشعب الباكستاني وانطلاقاً من النهج الذي أرسى قواعده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
أكد رئيس أطباء باكستان الدكتور ممتاز البلوشي، وهو من القيادات الإنسانية العالمية الشابة، أن كافة الترتيبات والتجهيزات اللازمة اكتملت وتم بالفعل وصول أعضاء الفريق الإداري والطبي والفني، والذي يضم كوادر طبية تطوعية إلى جانب معدات وأجهزة طبية متطورة تغطي جميع أقسام المستشفى الميداني، كما تم توفير كافة المتطلبات.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق