الإمارات لها دوراً رائداً في مكافحة انتشار مرض شلل الأطفال على الصعيد الدولي مستلهمة في ذلك الأسس والمُثل التي رسخها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ، حيث ساهمت بالتعاون مع شركائها بفعالية في الجهود الدولية في هذا الصدد، وقدمت الكثير من مواردها وخبراتها ميدانياً في باكستان من خلال حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال.
ودائما ما تؤكد دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها بالتعاون مع المنظمات الصحية العالمية الرئيسية، للقضاء على شلل الأطفال بالعالم، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية ودعم القطاع الصحي وتعزيز برامجه الوقائية بجمهورية باكستان الإسلامية، نفذ المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان خلال ثماني سنوات خلال الفترة من عام 2014 ولغاية نهاية شهر سبتمبر عام 2021، حملة لإعطاء 583.2 مليون جرعة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال، شملت أكثر من 102 مليون طفل باكستاني.
وقد أسفرت جهود التطعيم ضد المرض والتي أسهمت فيها الإمارات بشكل فاعل عن تحقيق تقدم هائل في مكافحة شلل الأطفال، وأصبح العالم الآن أقرب من أي وقت مضى إلى القضاء عليه، وقد تمكّنت حملة الإمارات لاستئصال شلل الأطفال من تقديم التطعيمات في مناطق من باكستان كان يعتقد سابقاً أنه يتعذر الوصول إليها، إذ تستفيد الحملة من خبرات الإمارات ومواردها الفريدة على أرض الواقع للوصول إلى المواقع البعيدة، ومنذ إطلاق الحملة، انخفضت حالات شلل الأطفال المرتبط بشلل الأطفال بشكل كبير، مما أدى إلى تحرير جيل من عبء الإعاقة مدى الحياة.
ووفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية فبعد توقف حملات التلقيح في عام 2020 بسبب جائحة (كوفيد19)، استؤنفت حملات التلقيح ضد شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان في يوليو 2020 واستمرت طوال عام 2021، وبحلول نوفمبر 2021، ولأول مرة منذ ثلاث سنوات، تمكنت فرق التلقيح في أفغانستان من الوصول إلى 2.6 مليون طفل من أصل 3.5 ملايين طفل تعذر الوصول إليهم من قبل، وأسفر هذا عن تلقيح ما مجموعه 8.5 ملايين طفل في جميع أنحاء أفغانستان.
وكانت جمعية الصحة العالمية في عام 1988 قد اعتمدت قراراً بشأن استئصال شلل الأطفال في جميع أنحاء العالم بمناسبة إطلاق المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال بقيادة الحكومات الوطنية والمنظمة ومنظمة الروتاري الدولية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وانضمت إليها لاحقاً مؤسسة بيل وميليندا غيتس وتحالف غافي للقاحات، وانخفضت منذ ذلك الحين معدلات الإصابة بشلل الأطفال في أرجاء العالم كافة بنسبة 99%، ويوشك العالم الآن على استئصال مرض بشري على الصعيد العالمي للمرة الثانية فقط في التاريخ بعد استئصال الجدري في عام 1980.
كما انخفضت حالات الإصابة بشلل الأطفال البري بنسبة تزيد على 99% منذ عام 1988، أي من نحو 350 ألف حالة في أكثر من 125 بلداً ينتشر فيها المرض في حينها إلى 4 حالات أبلغ عنها في عام 2021.
وتوضح استراتيجية استئصال شلل الأطفال للفترة 2022 - 2026 خريطة طريق لتأمين إقامة عالم خال من جميع فيروسات شلل الأطفال دائماً وأبداً، ويتواصل بذل الجهود بشأن الانتقال في مجال شلل الأطفال والمرحلة اللاحقة للإشهاد على استئصاله لضمان الاستمرار في الاستفادة من البنية التحتية المقامة لاستئصال شلل الأطفال في الجهود المبذولة في مجال الصحة العامة على نطاق أوسع بعد فترة طويلة من زوال المرض.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق