و الإمارات تقدم المساعدات الإغاثية العاجلة، لرفع المعاناة عن السودانيين الرازحين تحت تأثير وتداعيات الأحداث الدائرة في بلدهم حيث سيرت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية صباح أمس،وبتوجيهات من سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رحلة جوية ثانية من مطار دبي الدولي إلى العاصمة التشادية انجامينا وعلى متنها قرابة 32 طناً مترياً من الإمدادات الأساسية التي شُحنت من مخزون المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في مستودعات المدينة في دبي، استجابة للأزمة الإنسانية الطارئة في السودان.
فقد غادرت الطائرة الخاصة المملوكة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى تشاد بعد قرابة 12 ساعة من انطلاق الرحلة الأولى «المستأجرة» إلى الوجهة نفسها، منطلقة من مطار آل مكتوم الدولي وعلى متنها 80 طناً مترياً من المواد الإغاثية المتنوعة التي يقدر عدد المستفيدين منها بنحو 27 ألف شخص ، وتكفلت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بتغطية تكاليف الشحن من صندوق الأثر الإنساني.
ونقلت رحلة الأمس مواد إيواء من مفوضية شؤون اللاجئين أيضاً، بالإضافة إلى معدات اتصالات أساسية لفريق الطوارئ والاتصال والدعم السريع التابع لبرنامج الأغذية العالمي للطوارئ، ليصل إجمالي المساعدات الإغاثية التي قدمتها المدينة من مخزون «مفوضية اللاجئين» إلى قرابة 112 طناً مترياً، يقدر عدد المستفيدين بنحو 40 ألف نازح ولاجئ.
وقال جوسيبي سابا المدير التنفيذي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية لـ«البيان»، إن جهود الإغاثة متواصلة بالتنسيق والشراكة مع الأعضاء، بما فيهم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي وفرت من مخزونها المواد الإغاثية التي أرسلت في رحلتين جويتين أمس وقبله بعد ساعات، مؤكداً أن التحدي الأكبر أمام هذه الجهود هو الوصول إلى اللاجئين الذين يفرون يومياً من السودان إلى دول مجاورة مثل تشاد ومصر.
وأكد سابا أن «الوضع في السودان حرج وسيئ مع وجود احتياجات داخل البلاد وخارجها، حيث ينزح الآلاف إلى الدول المجاورة، مشيراً إلى أن إرسال الشحنات الجوية إلى مطارات تشاد يهدف إلى ضمان وصول المساعدات إلى النازحين داخل البلاد وأولئك الذين يلتمسون اللجوء في تشاد».
وأضاف: «وبالمثل، هناك حركة نزوح ولجوء إلى مصر من السودان، ويكمن التحدي في تقديم المساعدة لجميع المحتاجين حالياً، نقطة الدخول الوحيدة هي بورتسودان، لكنها يمكن أن تصبح مزدحمة».
كما أكد أن ثمة جهوداً دولية تبذل للتخفيف من هذه المشكلة وإنشاء نقاط دخول متعددة، غير أن كمية المساعدات المطلوبة لا يمكن التنبؤ بها بسبب الوضع المتغير باستمرار، حيث تقدر المفوضية الحاجة إلى المساعدة بمئات الآلاف، تشمل الاحتياجات الأساسية للنازحين المأوى والغذاء والمياه والصرف الصحي.
وقال المدير التنفيذي للمدينة: «سبق أن سيرنا هذا العام مع الشركاء والأعضاء في المدينة رحلات عدة وجسوراً جوية إلى سوريا وتركيا على سبيل المثال، ونعمل على دعم الجهود الإغاثية الدولية في تقديم المساعدات إلى المحتاجين عبر تشاد ودول أخرى، بما في ذلك السودان.
، وكما في كل أزمة، تم إنشاء ممرات إنسانية وتركز مختلف الجهات العاملة في المجال الإنساني على التركيز عليها لإيصال المواد الأساسية».
وأشار المدير التنفيذي إلى العديد من التحديات لإيصال المساعدات إلى داخل السودان لإغاثة المتضررين من الأحداث الدائرة هناك، أبرزها القيود اللوجستية بالنسبة للعاملين في هذا المجال، ثم عدم توفر وقود الطائرات بشكل كاف داخل المطارات التشادية.
مما يتطلب في بعض الأحيان تقليل إمدادات الإغاثة لاستيعاب كمية إضافية من الوقود، ولكن في مثل هذه الحالات يتم استخدام تدابير المراقبة الدقيقة وتقليل المخاطر لمساعدة أكبر عدد ممكن من الناس، حيث إن دور المدينة يركز على تسهيل عمليات الإغاثة الإنسانية العاجلة وقيادة التنسيق بين الشركاء.
وتوقف سابا عند تحد آخر وهو تقدير الكمية الدقيقة المطلوبة من المساعدات بسبب موجات النزوح واللجوء المتواصلة إلى دول أفريقية مجاورة، لافتاً إلى بذل جهود لتلبية احتياجات أولئك الذين بقوا داخل السودان على الرغم من صعوبة تقييم احتياجاتهم بدقة. وختم جوسيبي سابا حديثه بالقول: «الأمل النهائي هو أن يعم السلام وتحل أزمة النزوح».
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق