أعلنت دولة الإمارات إطلاق مبادرات إنسانية جديدة في تشاد، وتقديم إسهام بقيمة 10.25 ملايين دولار أميركي للأمم المتحدة لدعم اللاجئات السودانيات المتضررات من الأزمة المستمرة في السودان.
وتؤكد هذه الجهود التزام دولة الإمارات بتلبية احتياجات النساء والأطفال الملحة في المنطقة، والتركيز بشكل خاص على تقديم الرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي، وتوفير المساعدات الأساسية.
كما تعهدت دولة الإمارات بتقديم 100 مليون دولار أميركي في «مؤتمر باريس للمانحين» في أبريل الماضي.
وجاء الإعلان عن المبادرات خلال زيارة مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية والمبعوث الخاص لوزير الخارجية، لانا نسيبة، إلى تشاد أخيراً، حيث اجتمعت وأعضاء وفد الإمارات المرافق مع النساء السودانيات اللاجئات في تشاد المتضررات من النزاع الجاري، وكذلك مع قادة المجتمع المدني من الشعب السوداني الشقيق، ووكالات الأمم المتحدة المشاركة في الدعم الإنساني.
وتلقى وفد الإمارات إحاطة ميدانية حول التحديات المتعلقة بتوزيع المساعدات الإنسانية في بعض المناطق في السودان التي يشتد فيها الصراع المسلح والمجاعة، والتقدم المحرز في عمليات إيصال المساعدات الإنسانية.
كما أجرى الوفد زيارات لتقصي الحقائق في المواقع الإنسانية، شملت مركزاً لمساعدة اللاجئين، والمستشفى الميداني في أبشي الذي شيّدته دولة الإمارات، لتقديم العلاج للاجئين السودانيين الفارين من الصراع.
وتعكس المبادرة التزام دولة الإمارات بمتابعة أولويات المجتمعات المتضررة، وتلبية احتياجاتها، بما يضمن توجيه المساعدات بشكل فاعل لمن هم في أمسّ الحاجة إليها. وستقدّم الـ10.25 ملايين دولار أميركي إلى وكالات الأمم المتحدة التي لديها الخبرة في تقديم الدعم للنساء، حيث سيتم تخصيص ثلاثة ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية، لدعم صحة الأمهات والأطفال السودانيين اللاجئين في تشاد.
وسيخصص مليونا دولار لصندوق الأمم المتحدة للسكان لبرامج صحة المرأة، وبرامج العنف القائم على النوع الاجتماعي للاجئين السودانيين، و250 ألف دولار لدعم برنامج الاستجابة بناء على النوع الاجتماعي في تشاد، ضمن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.
وستقدم الإمارات ثلاثة ملايين دولار من الإسهام للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لبرامج تعزيز التماسك الاجتماعي بين النساء السودانيات اللاجئات، والنساء التشاديات في المجتمع المضيف. وسيخصص مليونا دولار لصندوق المرأة للسلام والعمل الإنساني، الذي يموّل بشكل مباشر المجموعات المدنية التي تقودها النساء.
وقالت وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ريم بنت إبراهيم الهاشمي: «تؤكد دولة الإمارات من خلال هذا الإسهام الإضافي التزامها الثابت بدعم المتضررين من النزاعات، خصوصاً النساء والأطفال الذين غالباً ما يشكلون الفئات الأكثر ضعفاً، إذ تسلط جهود الإمارات في تشاد، بالتعاون مع شركائنا الدوليين، الضوء على نهج الإمارات في المساعدات الإنسانية الذي يتسم بالشمولية ومنح الأولوية للدعم الإغاثي الفوري، لتمكين المجتمعات وتأهيلها للمستقبل».
وأضافت: «نشكر شركاءنا ومنظمات المجتمع المدني، ونؤكد استعداد دولة الإمارات لتقديم الدعم المتواصل لضمان إيصال هذه الموارد الأساسية إلى المحتاجين بشكل فعال وفوري».
من جانبها، قالت لانا نسيبة: «نحن هنا اليوم للتأكد من تلبية الدعم المقدم بشكل مباشر لاحتياجات الأشخاص المتضررين، ولتعزيز الجهود الإنسانية».
وتابعت: «يركز نهجنا على الاستماع إلى النساء المتضررات من الأزمة، وضمان تلبية مساعداتنا لاحتياجاتهن الفورية وطويلة الأجل بشكل فعال».
وأكدت أن «التمويل يسلط الضوء على التزام دولة الإمارات بتمكين المرأة ودعم الاستقرار الإقليمي»، مضيفة أنه «لن يتحقق سلام مستدام في السودان دون مشاركة فاعلة من النساء».
وتعد تشاد أكبر دولة تستقبل لاجئين سودانيين، حيث استقبلت 630 ألفاً و752 لاجئاً منذ أبريل 2023، وتشكل النساء والأطفال 89% من اللاجئين المسجلين.
وتعد دولة الإمارات أكبر المساهمين الرئيسين في تقديم المساعدات الإنسانية، فمنذ بداية الأزمة عام 2023 قدمت 230 مليون دولار أميركي من المساعدات، بما في ذلك 10 آلاف طن من المواد الغذائية والإمدادات الطبية عبر 159 رحلة إغاثة.
كما تعهدت بتقديم 100 مليون دولار في «مؤتمر المانحين في باريس» الذي عُقد في أبريل الماضي، حيث تم تخصيص 70 مليون دولار من هذه التعهدات للمنظمات الإنسانية، و30 مليوناً لدعم اللاجئين السودانيين في دول الجوار، مثل تشاد وأوغندا وجنوب السودان وإثيوبيا.