قال مجلس المطارات العالمي إن دبي قدمت درساً غنياً حول كيفية تعزيز تدفقات الشحن الجوي، من خلال البنى التحتية النموذجية، والمرافق التي أتاحتها للقطاع اللوجستي، مشيراً إلى أن حكومة الإمارة أنشأت ممرات شحن على الطرق السريعة بين مطاريها «دبي الدولي» و«دبي وورلد سنترال»، وميناء جبل علي البحري والمحطات البرية ضمن نموذج متكامل.
وأشار المجلس في تقرير خاص له عن أداء المحاور الجوية الدولية، إلى أن الكفاءات متعددة الوسائط عجلت من نمو مراكز الخدمات اللوجستية، إذ ترتبط معظم المراكز اللوجستية الجوية الرائدة في العالم، بكفاءة الموانئ الداخلية المزدهرة التي تستقبل وتشحن حمولات كبيرة بمختلف الوسائل.
الأجواء المفتوحة
ولفت التقرير إلى شبكة الربط الواسعة عبر مطار دبي الدولي، أكبر معبر للنقل الجوي في العالم من حيث أعداد المسافرين الدوليين، مشيراً إلى أنه في ظل «نموذج دبي»، فقد تم تسريع توسعة الربط الدولي في بعض المحاور، من خلال سياسة «الأجواء المفتوحة» التي سمحت بنمو الأعمال.
وأوضح التقرير أهمية «الحريات الجوية» الدولية، إذ أثبتت الاتفاقات المتعددة الأطراف أنها ضرورية لنجاح العديد من أكبر المحاور اللوجستية الجوية العالمية، بما فيها دبي، ودور سياسات الأجواء المفتوحة في إنشاء مراكز إقليمية أجنبية في المطار، لافتة إلى أن بعض اتفاقيات الأجواء المفتوحة تسمح لشركات الطيران التي تخدم مطاراً دولياً بتعزيز تدفق البضائع إليه، ومنه عبر دول أجنبية أخرى.
موقع استراتيجي
وبفضل موقعها الاستراتيجي، تتمتع دبي بموقع مثالي للعب دور كأحد أكثر المحاور ومراكز التوزيع المفضلة للشحن الجوي على مستوى العالم، في ظل وجود ثلثي سكان العالم يعيشون على بعد ثماني ساعات طيران من دبي، كما أن الإمارة هي موطن لواحد من أكبر مراكز الشحن الجوي الأكثر حداثة في العالم والتي تم تصنيفها من بين أفضل المراكز من قبل المجلس العالمي للمطارات.
خدمات لوجستية
وبحسب الموقع الإلكتروني لـ«مؤسسة مطارات دبي»، يعد «مبنى الشحن» في «دبي وورلد سنترال» جزءاً مهماً من وحدة الخدمات اللوجستية، إذ يحتفظ بالشحنات في مناطق التخزين البارد والخاص أثناء النقل من المطار إلى البر أو الميناء البحري.
ويتألف المبنى من منطقتين ببنية تحتية حديثة لجميع أنواع السلع القابلة للتلف وغير القابلة للتلف، وخدمات نقل البضائع، فضلاً عن مرافق الموظفين الشاملة، مشيرة إلى أنه مع الجمع بين المنطقتين، تبلغ مساحة البناء لمبنى الشحن 41 ألفاً و129 متراً مربعاً.
وبحسب موقع المؤسسة، فقد تم نقل مشغلي الشحن إلى «دبي وورلد سنترال» بحلول مايو 2014، بينما استمر مطار دبي الدولي في التعامل مع حجم كبير من الشحن، مشيرة إلى أن ذلك تغير في أوائل عام 2020 عندما استلزم تفشي جائحة «كوفيد-19» نقل جميع عمليات الشحن إلى مطار دبي الدولي حتى مارس 2022.
وأضافت المؤسسة: «يوفر مطارا (دبي الدولي) و(دبي وورلد سنترال)، معاً سعة مجمعة تبلغ 4.5 ملايين طن سنوياً، مع اتصال يمتد إلى 150 وجهة حول العالم عبر 100 وجهة عالمية لشركات النقل الدولية».
«دبي الدولي»
وتم بناء مرفق الشحن الذي تبلغ مساحته 35 ألف متر مربع في مطار دبي الدولي في عام 1991 بسعة 150 ألف طن، فيما افتتحت «مطارات دبي» محطة الشحن الضخمة التي تبلغ كلفتها 200 مليون دولار في عام 2008.
ووسعت هذه المحطة، سعة مطار دبي الدولي بمقدار 1.2 مليون طن إلى إجمالي 2.5 مليون طن.
كما تم إضافة منشأة في عام 2016 أدت إلى زيادة قدرة المحطة بمقدار 75 ألف طن لعمليات الأدوية والبضائع القابلة للتلف، في وقت يعتبر فيه مطار دبي الدولي موطناً لمنشآت مخصصة لشركات مثل «فيديكس»، و«دي إتش إل»، وغيرها من الشركات العالمية.
وتشمل مرافق الشحن الأخرى في مطار دبي الدولي أربع بوابات للشحن ومركز دبي للزهور، حيث تتعامل شركة «دناتا» للشحن، مع البضائع والمواد سريعة التلف لجميع شركات الطيران، وتوفر هذه المرافق قدرة سنوية مجمعة تبلغ 720 ألف طن.
بدوره، يحتوي مستودع البضائع في محطة الشحن الجوي بمطار دبي الدولي على إجمالي 56 رصيفاً للشاحنات للاستيراد والتصدير والبضائع القابلة للتلف، وسبعة أرصفة مخصصة لحركة النقل البحري والجوي.
وأصبحت مطارات دبي أول منشأة لمناولة البضائع في الشرق الأوسط تحصل على شهادة ISO 9002 من قبل في أكتوبر 1998، فيما تبلغ الطاقة الإنتاجية الإجمالية لمرافق الشحن في مطار دبي الدولي 3.3 ملايين طن.
وخلال عام 2019، استقبل مطار دبي الدولي 86.4 مليون مسافر، ونقل 2.5 مليون طن من البضائع على 373 ألف رحلة، واحتفظ المطار بلقب أكثر المطارات ازدحاماً في العالم لحركة الركاب الدولية منذ عام 2014. ويصنف أيضاً بين أفضل 10 مراكز شحن دولية من حيث حجم الشحن.
«دبي وورلد سنترال»
وأطلقت مؤسسة مطارات دبي، عمليات الشحن في مطار «دبي وورلد سنترال» في 27 يونيو 2010، وتشمل مرافق الشحن في المطار منشأة «طيران الإمارات» الرئيسة، فضلاً عن بوابة الشحن رقم 9 التابعة لـ«دناتا»، والتي توفر مجتمعة ما يزيد قليلاً على 1.25 مليون طن من السعة السنوية.
كما أن مطار «دبي وورلد سنترال» هو موطن لـ44 من مشغلي الشحن الذين يتصلون بما يصل إلى 329 مدينة حول العالم.
وتبلغ سعة مبنى الركاب في «دبي وورلد سنترال» البالغة 144 ألف متر مربع نحو 26.5 مليون مسافر سنوياً، ويحتوي المطار على 24 بوابة صعود و98 منصة، في وقت تعامل فيه مع 1.6 مليون مسافر و911 ألفاً و570 طناً من البضائع عبر 36 ألفاً و950 رحلة في عام 2019.
ممر دبي اللوجستي
يربط «ممر دبي اللوجستي» بين الوسائط اللوجستية البحرية والبرية والجوية، إذ يحقق ربطاً بين ميناء جبل علي، أكبر ميناء من صنع الإنسان في العالم؛ والمنطقة الحرة بجبل علي، التي تضم أكثر من 9500 شركة للأعمال، ومطار آل مكتوم الدولي «دبي وورلد سنترال»، الذي سيصبح عقب الانتهاء منه أكبر مطار في العالم من حيث المساحة والحجم.
وبحسب «جافزا»، يسهم الممر في خفض مدة النقل البحري الجوي من أربع ساعات إلى أقل من ساعة واحدة، وهذا يعني فعلياً مضاعفة الكفاءة اللوجستية لدبي، وقدرتها على نقل البضائع عبر المنطقة أربع مرات.
ويؤكد هذا الجمع بين كل المقومات اللازمة لإنشاء منصة لوجستية متعددة الأنماط، للمرة الأولى في الشرق الأوسط، التزام دبي طويل الأمد بتيسير نمو التجارة الإقليمية والعالمية وتطويرها، ويحسن عملية تدفق حركة الشحن من البحر إلى الجو، من خلال الاستغناء عن إجراءات الدخول والخروج من منطقة إلى أخرى.
فميناء جبل علي، الأسرع نمواً في المنطقة، يتمتع بأفضل شبكة لخدمات الشحن البحري في العالم، ويرتبط مع 150 خط شحن دولي، بطاقة استيعابية لمناولة الحاويات تصل إلى 19 مليون حاوية سنوياً، في وقت تعد فيه المنطقة الجمركية لمطار «دبي وورلد سنترال» إحدى أكبر منشآت الشحن الجوي في العالم، وتقع على بعد دقائق فقط من مطار دبي الدولي.
بدورها، تتيح شبكة الطرق السريعة الواسعة في المنطقة سهولة تدفق البضائع إلى الأسواق الإقليمية وخارجها. أما مشروع الاتحاد للسكك الحديدية «قطار الاتحاد»، فسيجعل المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا»، مكاناً مثالياً للاستفادة القصوى من الجهات الجديدة التي سيربط بينها خط السكك الحديدية.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق