تقف الإمارات بجانب الشعب اليمني لتوفر له سبل الحياة المريحة ولطالما ظلت الكهرباء حلم بعيد المنال في مدينة المخا اليمنية إلا أنها باتت مؤخرا واقعا ملموسا بفعل هدية إماراتية لإضاءة واحدة من أقدم المدن التاريخية في البلاد.
ويشارك عدد كبير من العمال لتحقيق هذا الحلم وتشييد أول محطة كهرباء بالألواح الشمسية حيث يشارك 300 عامل في هذا العمل بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة في مدينة المخا اليمنية المطلة على البحر الأحمر والواقعة غربي محافظة تعز، جنوبي اليمن.
فالمحطة البالغ قدرتها التوليدية 20 ميغاواط، تعد ثمرة جهود الإمارات التنموية بهدف إنارة أحد أقدم المدن التاريخية في البلاد.
ويجري تشييد محطة المخا بالألواح الشمسية على مساحة 500 متر في 500 متر، فيما بلغ حجم الأعمال الترابية بحدود 300 متر مكعب، و6 آلاف قاعدة أسمنتية.
كما بلغ هيكل الحديد 750 طنا، فيما يقدر عدد الألواح الشمسية بـ30 ألف لوح، قدرة كل لوح 700 واط، وقدرة المحطة الإجمالية 20 ميغاواط.
مراحل المشروع
وقال مدير مشروع محطة المخا للطاقة الشمسية محمد حسام ، إن المشروع يمر بمراحل ويجري تنفيذه على مساحة واحد كيلومتر وتم تنفيذه 500 متر في 500 متر وأن المرحلة الثانية قادمة.
وأشار إلى أن المحطة التي تنفذها شركة ATGC الإماراتية إحدى الشركات الإماراتية الكبرى، تعمل في الصباح ساعة سطوع الشمس وفي الليل ستكون كمحطة ساندة.
وأشاد حسام بدعم نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، والذي لولاه لما اكتمل المشروع، مشيرا إلى أن المحطة سوف تنتج في الليل والنهار 20 ميغاواط وستغذي مدينة المخا وضواحيها.
وأضاف أن "صالح هو المشرف على عملية نقل المواد الإنشائية للمشروع وحل مشاكل كثيرة بخصوص النقل وغيره ومن المتوقع أن نبدأ بنهاية شهر سبتمبر/ أيلول بالتشغيل الأولي".
وعن الأعمال الانشائية أكد أنها شارفت على الاكتمال بما في ذلك تشييد البنايات وأن جميع المعدات هي من الدرجة الأولى في العالم، ومعظمها ألمانية وصناعة غربية من أرقى الصناعات.
وقال "بنهاية هذا الشهر سوف ننتهي من جميع الأعمال الإنشائية".
عدادات ذكية
المهندس حسام أكد أنه سوف يتم إنتاج في المرحلة الأولى 5 ميغاواط، وسيتم تدريج عملية الإنتاج مرحلة تلو أخرى.
وأوضح أن "سنقوم بصيانة شبكة الكهرباء الحالية في المخا وسوف نستخدم عدادات كهربائية بذات مواصفات عدادات أبو ظبي الذكية "سمارت ميتا" والتي تستطيع أن تقرأ العداد من مركز تحكم دون النزول للمنازل والوحدات السكنية وغيرها".
ولفت إلى أن الشبكة الكهربائية ستستغرق بين شهر إلى شهر ونصف لإصلاح الشبكة وإعادة تعميرها بعد تدميرها بسبب حرب مليشيات الحوثي الإرهابية منذ أواخر 2014.
وأكد حسام أن المحطة صممت بين الشرق والغرب حتى تأخذ المساحة أكبر كمية من الأشعة، كما جرى تصميمها على 160 كيلو متر في الساعة نظرا للرمال والرياح العالية وتم استخدام هيكل حديدي هو الأقوى.
وكشف عن استعدادات لتزويد المحطة بروبوتات لمسح وغسل الألواح وهي من أعلى التقنيات ولتكون واحدة من أحدث المحطات الكهربائية بالألواح الشمسية في البلاد.
وكانت الكهرباء عائق رئيسي أمام تحول مدينة المخا - التي تضم ميناءً تاريخيا حيويا يحمل الاسم ذاته - إلى بيئة قابلة للاستثمار، إلا أن احتضانها لمحطة بالألواح الشمسية يجعلها مقصدا أمام رأس المال التجاري والقطاع الخاص.
وتشكل الكهرباء عمود أي اقتصاد وضرورة من ضرورات الحياة في اليمن، والتي يشكل ضعفها أحد العوائق الهامة أمام تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وتوفير الخدمات الأساسية بما فيه إمدادات المياه والصحة.
ويراكم المشروع رصيد دولة الإمارات التنموي في مناطق الساحل الغربي خاصة وفي اليمن عامة، إذ من المقرر أن يحقق افتتاح كهرباء المخا المتجددة اكتفاءً ذاتياً في الطاقة الكهربائية لمدينة المخا، والتي تستهلك نحو 10 ميغاواط.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق