تأثير التغيرات المناخية أهم تحدٍ يواجه مرضى القلب عموماً
أكد جراح القلب المصري العالمي البروفيسور السير مجدي يعقوب، أن «دولة الإمارات شريك فاعل ومستمر في العمل الإنساني على الصعيدين العربي والعالمي، حيث أظهرت حرصها على تقديم الدعم في كثير من الأزمات الإنسانية عبر إرسالها عشرات الآلاف من أطنان المواد الإغاثية الطبية والمساعدات الغذائية والإنسانية وتقديم الرعاية الطبية المجانية إلى المحتاجين». وأضاف أن مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، قدمت دعماً بقيمة 320 مليون درهم لتطوير مركز أمراض وأبحاث القلب التابع لها، والإسهام في الانتهاء من المشروع الطبي الضخم.
وقال إن تأثير التغيرات المناخية أهم تحدٍ يواجه مرضى القلب عموماً، حيث أدت الموجات الحرارية المتطرفة إلى زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، خصوصاً بين الفئات الأكثر عرضة، مثل كبار السن والعمال، لافتاً إلى ارتباط الظروف المناخية القاسية بزيادة معدلات الوفيات بين مرضى القلب.
وتفصيلاً، قال جراح القلب العالمي البروفيسور السير مجدي يعقوب، إن «الدور الإنساني الكبير الذي تقوم به دولة الإمارات، يتماشى مع رسالة (مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب)، التي تسعى إلى خدمة الإنسانية بأعلى المعايير، خصوصاً أن أمراض القلب تعتبر مصدر ألم كبيراً للمريض في مجتمعات عربية وعالمية بشكل عام».
وأكد يعقوب أن مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، قدمت دعماً لـ(مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب) بقيمة 320 مليون درهم لتطوير مركز أمراض وأبحاث القلب التابع للمؤسسة في القاهرة، وتقديراً لهذا الدعم الكبير والمتواصل تقرر أن يحمل مجمع المباني الطبية لمركز مجدي يعقوب العالمي للقلب في القاهرة اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
وأفاد يعقوب بأن التعاون بين مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ومؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب، سيكون له أثر إيجابي كبير في المستوى الطبي خلال السنوات المقبلة من خلال المساهمة في تقليل معدلات الوفيات الناتجة عن أمراض القلب، التي تُعتبر من بين الأعلى عالمياً.
وأضاف أن «الطاقة الاستيعابية لمركز جراحة القلب التابع للمؤسسة ستزيد إلى 120 ألف مريض، ما يسهم في إجراء 12 ألف عملية سنوياً، ليصل إجمالي العدد إلى 132 ألف مريض سنوياً».
وتابع أن «المبنى الجديد للمركز يحتوي على خمس غرف عمليات وخمسة مختبرات قسطرة، إضافة إلى مركز للتشخيص والتصوير، مع 300 سرير و36 عيادة خارجية، ما يسهم في بث الأمل في نفوس مرضى القلب في المنطقة، خصوصاً الأطفال الذين يعانون مشكلات خلقية».
فئات مستهدفة
وحول الفئات التي تستهدفها «مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب»، قال البروفيسور يعقوب: «يتمثل هدف المؤسسة في تقديم خدمات الرعاية الطبية مجاناً، بهدف إنقاذ أكبر عدد ممكن من القلوب المريضة وعلاج الحالات المعقدة دون النظر إلى المستوى الاجتماعي أو الفكري أو العمري، وترتكز رؤيتنا على تحسين مستوى الرعاية الطبية المقدمة للأطفال والشباب والكبار في المنطقة بأسرها. نؤمن بأن الطب رسالة إنسانية يجب أن تكون في خدمة الجميع، وليس سلعة تُباع لمن يدفع أكثر، إنها خدمة أساسية وحق لكل فرد في المجتمع، خصوصاً لأولئك الذين يفتقرون إلى القدرة المالية للحصول على العلاج المناسب». ووجه البروفيسور مجدي يعقوب خالص الشكر والتقدير إلى دولة الإمارات ومؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» للدعم الكبير المقدم، الذي بدوره سيُمكن مركز مجدى يعقوب العالمي للقلب بالقاهرة من التوسع لمواكبة الاحتياجات المتزايدة في جراحات القلب والأوعية الدموية، ومساعدتنا في تقديم رعاية صحية على أعلى مستوى للمرضى.
أسس ومبادئ
وأوضح البروفيسور يعقوب أن المؤسسة تسعى إلى تقديم رعاية صحية متميزة للمرضى، وتعزيز البحث والابتكار في هذا المجال لتحسين أساليب العلاج، كما تهدف المؤسسة إلى زيادة عدد الخريجين من الكوادر الطبية عبر برامج تدريبية متخصصة إلى 2625 خريجاً سنوياً. وأضاف: «تعمل المؤسسة على تعزيز التعاون مع الجهات الحكومية والخاصة والمنظمات الإنسانية لتحقيق أهدافها، كما تسعى إلى تكثيف حملات التوعية والمبادرات المجتمعية بأمراض القلب، مع التزامها بتقديم خدمات طبية شاملة لجميع فئات المجتمع دون تمييز، وتوفير الرعاية الصحية المجانية للمحتاجين».
معدلات الإصابة
وحول معدلات الإصابة بأمراض القلب والشرايين في العالم العربي، قال البروفيسور يعقوب: إن «الدراسات والأبحاث العلمية تشير إلى أن معدلات الإصابة بأمراض القلب والشرايين في العالم العربي تشهد ارتفاعاً ملحوظاً، ما يسلط الضوء على أهمية تعزيز الوعي الصحي، ويتأثر هذا التوجه بأنماط الحياة المختلفة، حيث تواجه بعض الدول العربية تحديات متعلقة بالنظام الغذائي، التدخين وضغط الدم ومرض السكري وغيرها من العوامل التي تؤثر بشكل كبير».
ولفت إلى أن أبرز أسباب الإصابة بأمراض القلب تشمل بعض العوامل الوراثية التي تؤثر في صحة القلب، مثل ضعف عضلة القلب ومشكلات كهرباء القلب، فضلاً عن التشوهات الخلقية والحمى الروماتيزمية.
وأشار إلى أن «مؤسسة مجدي يعقوب» تسعى إلى تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية وتوفير الفحوص والعلاج للمرضى مجاناً، كما تركز على تطوير البنية التحتية الصحية وتدريب الكوادر الطبية، ما يسهم في تعزيز قدرة المجتمع على التصدي لهذه الأمراض.
تكامل الجهود
وقال البروفيسور مجدي يعقوب، إن «المؤسسة تستثمر اليوم العالمي للقلب الذي يصادف 29 سبتمبر، لتؤكد استمرار جهودها في تعزيز الوعي العام للحد من الأسباب المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتشجيع أفراد المجتمع على إجراء تغييرات إيجابية في حياتهم بما يساعد في المحافظة على صحتهم وحيويتهم».
وأكد أن «تكامل جهود المجتمع الدولي مع المبادرات المحلية يُعد خطوة مهمة نحو الحد من انتشار أمراض القلب، ويمكن من تحقيق تأثير إيجابي، وزيادة الوعي حول أهمية الوقاية والعلاج، وتحسين نوعية الحياة للأفراد والمجتمعات».
جهود
وحول إذا ما كانت الجهود الحالية لمواجهة أمراض القلب إقليمياً وعالمياً كافية، أفاد البروفيسور مجدي يعقوب، بأن جهوداً كبيرة لمواجهة أمراض القلب تُبذل على المستويات العالمية والإقليمية، منها إطلاق وزارة الصحة والسكان في مصر حملة (قلبك أمانة) للاكتشاف المبكر، تستهدف 600 ألف مواطن عبر 401 منشأة رعاية أولية، وفي الإمارات أطلقت هيئة الهلال الأحمر المرحلة الثانية من حملة التوعية بأمراض القلب الخلقية، والتي تشمل فحوصاً لأكثر من مليون طالب، بهدف الكشف المبكر والتنبيه بمخاطر هذه الأمراض عالمياً، كما اتفقت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية على خطة عمل تستهدف خفض الوفيات المبكرة بسبب الأمراض غير السارية بنسبة 25% بحلول عام 2025.
وشدّد على ضرورة زيادة الوعي بأهمية الوقاية والفحص المبكر، لافتاً إلى أن الكثير من الناس لا يدركون مدى تأثير أسلوب حياتهم على صحتهم.
وقال: «إذا أردنا مواجهة تحديات أمراض القلب بشكل فعّال، فعلينا أن نعمل معاً على تعزيز هذه الجهود وتوسيع نطاقها، وذلك من خلال تشجيع التعاون الدولي، حيث يمكن أن تسهم الشراكات بين الدول والمنظمات الصحية في تطوير استراتيجيات فعالة ومشاركة المعرفة، علاوة على ذلك، فإن الاستثمار في البحث العلمي ضروري لتطوير علاجات جديدة وتحسين طرق الوقاية».
تحديات
وفي ما يتعلق بأبرز التحديات التي تواجه مرضى القلب في المجتمعات العالمية والعالم العربي خصوصاً، قال البروفيسور مجدي يعقوب: إن «تأثير التغيرات المناخية هو أهم تحدٍ يواجه مرضى القلب في المجتمعات العالمية عموماً، حيث أدت الموجات الحرارية المتطرفة إلى زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، خصوصاً بين الفئات الأكثر عرضة مثل كبار السن والعمال وترتبط الظروف المناخية القاسية بزيادة معدلات الوفيات بين مرضى القلب».
وأضاف: «إن مرضى القلب في العالم العربي يواجهون أيضاً تحديات مهمة، أبرزها نقص في الوعي الصحي حول أهمية الفحص المبكر والوقاية، ما يؤدي إلى اكتشاف الأمراض في مراحل متقدمة، كما أن هناك دولاً تعاني نقصاً في خدمات الرعاية الصحية المتخصصة، ما يؤثر سلباً في قدرة تلقي العلاج المناسب».
وتابع «يسهم نمط الحياة غير الصحي، مثل التغذية غير المتوازنة وقلة النشاط البدني، في زيادة معدلات الإصابة بأمراض القلب، كما تظل العوامل الوراثية جزءاً من التحديات التي يواجهها المرضى، وأكد أن العمل على تحسين التوعية وتعزيز الوصول إلى الرعاية الصحية المتخصصة وتغيير أنماط الحياة، هي خطوات أساسية لمواجهة هذه التحديات وتحسين صحة مرضى القلب في العالم العربي».
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق