مما لاشك فيه الدور الانساني التي تقوم به دولة الإمارات نحو دول العالم ومن الجدير بالذكر عند الحديث على هذا الجانب للإمارات ان نذكر ان دولة الإمارات كان لها دوراً محورياً في دعم الشعب الأفغاني لمواجهة التحديات وتخطي مختلف الأزمات التي مر بها خلال السنوات الماضية، سواء بتقديم المساعدات الإنسانية أو تنفيذ المشاريع الحيوية التي ساهمت بشكل ملحوظ في دعم التنمية وتحقيق الاستقرار وإعادة إعمار أفغانستان.
وعدا عن الجهود الإنسانية المتواصلة والغنية عن التعريف التي تبذلها الدولة في أفغانستان منذ عقود، لعل أبرز مساهمات الإمارات في عمليات إعادة إعمار وتحقيق الاستقرار في كابول، دعمها للبنية التحتية خاصة في قطاعي النقل والمواصلات، وهو ما يبدو جلياً في عمليات التطوير التي أجرتها شركة "GAAC" القابضة الإماراتية في مطار كابول خلال العامين الماضيين.
فبعد الأضرار الجسيمة التي تعرض لها مطار كابول بسبب التطورات الأخيرة التي شهدتها البلاد، إلى جانب تعليق شركات الطيران رحلاتها من وإلى أفغانستان، جاءت الشركة الإماراتية لتنقذ المطار وتستعيد وظائفه وسلامته، بعد توقيعها اتفاقية امتياز مع وزارة النقل والطيران المدني الأفغانية للمناولة الأرضية في 3 مطارات.
وساهمت الشركة الإماراتية في توفير فرص عمل للأفغان بتوظيف 1000 شخص لتشغيل مطار كابول، واستثمرت 641 ألف دولار في تطوير المطار بمختلف خدماته بما يحقق توفير الأمن وأنظمة التكنولوجيا المطلوبة لضمان تحقيق أفضل النتائج.
وفي مايو (أيار) 2022، وقعت GAAC عقداً آخر مع وزارة النقل والطيران المدني لتطوير وتشغيل وإدارة خدمات الملاحة الجوية في أفغانستان، وأعلنت في سبتمبر (أيلول) الماضي أنها ستوقع العقد الرئيسي الثالث والأخير لتشغيل المطارات في أفغانستان، ويمتد العقد لمدة 10 سنوات وسيغطي جميع جوانب إدارة المطار وعملياته.
وهنا أصبحت مطارات أفغانستان جاهزة للرحلات الدولية من حيث الأداء والأمن والسلامة، الأمر الذي سيعود بالفائدة الاقتصادية للبلاد الذي مزقته الحروب، وخلق فرص عمل للشعب الأفغاني ، وذلك بفضل الجهود الحثيثة التي بذلتها الشركة خلال العامين الماضيين في تطوير مطارات كابول، وقندهار، وهيرات.