في دولة الإمارات، يشهد كل عام تحقيق مزيد من إنجازات المرأة الإماراتية، وتشارك بفاعلية وقوة في القفزات الطموحة التي يحققها الدولة في مختلف القطاعات.
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أن «المرأة أصبحت شريكة لنجاحاتنا وركيزة لاستدامة إنجازاتنا الوطنية في المجالات كافة»، مشيراً إلى أن مشاركة وزارة الخارجية والتعاون الدولي في إطلاق مبادرة «التغيير المناخي والمساواة بين الجنسين»، إلى جانب الاتحاد النسائي العام، ومكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة في دول مجلس التعاون الخليجي، يأتي إيماناً منها بالدور المهم والمحوري الذي تضطلع به المرأة في كل المجالات، كونها إحدى ركائز الرؤية التنموية التي تقود المجتمعات إلى الازدهار والرخاء، لاسيما في مجال مكافحة التغير المناخي الذي بات تحدياً وجودياً، ويتطلب تضافر جهود المجتمعات بكل مكوناتها لاتخاذ إجراءات ملموسة، وإيجاد الحلول المناسبة التي تسهم في التغلب على التحديات، واغتنام الفرص للأجيال المقبلة.
وأشار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إلى التزام دولة الإمارات الراسخ بتحقيق المساواة بين الجنسين، وتعزيز دور المرأة في المجتمع، ودورها الحيوي في تعزيز العمل المناخي، وفي إنجاح تطلعات الدولة في هذا المجال المهم، خصوصاً خلال استضافة الدولة للدورة الـ28 من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي في نوفمبر المقبل في مدينة إكسبو دبي، لافتاً إلى أهمية إشراك المرأة في منظومة العمل الخاصة بالتغيير المناخي عالمياً. وأضاف سموه أن المرأة الإماراتية تضطلع بدور فاعل في العمل المناخي، إذ تتابع وزيرة التغير المناخي والبيئة، مريم بنت محمد المهيري، تنفيذ خطط واستراتيجيات الدولة في مجالات تغير المناخ والبيئة والأمن الغذائي والمائي، كما تم تعيين وزيرة تنمية المجتمع شما بنت سهيل بن فارس المزروعي رائدة مناخ للشباب، ورزان المبارك رائدة المناخ في «COP28»، ما يؤكد على ثقة القيادة بإسهامات المرأة في جهود احتواء تداعيات التغير المناخي.
ومن الجدير بالذكر تستضيف دبي الشهر المقبل القمة العالمية للمرأة 2023 والتي تنطلق فعالياتها من 4- 6 مايو 2023، وذلك لأول مرة في تاريخ القمة الممتد لـــــ33 عامًا. ينظم القمة العالمية للمرأة 2023 معهد المرأة العالمي للبحث والتعليم، ومقره العاصمة الأمريكية واشنطن. كما تحتضن القمة، التي تعد منصة عالمية رئيسية للأعمال والاقتصاد الدولي لمختلف القيادات النسائية، أكثر من 800 مبعوثة من 70 دولة تمثل كل منها اقتصاداً عالمياً مختلفاً، للمشاركة في جلسات حوارية ونقاشات حول تطوير شبكات التواصل الاقتصادي العابر للحدود، وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات، مع التركيز على توفير حلول استراتيجية وإبداعية للنهوض بالتقدم الاقتصادي للمرأة على الصعيد العالمي.
وخلال القمة، سيتم الإعلان عن نتائج أول تقرير تصدره القمة العالمية للمرأة 2023 في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، والذي يشمل دراسة ميدانية مفصلة عن النساء اللاتي يشغلن مقاعد في مجالس إدارة الشركات المدرجة في الأسواق المالية في المنطقة، ويغطي 1148 شركة مدرجة في 16 اقتصاد مختلف. هذا ويعد التقرير هو الـ 36 الذي يصدره معهد المرأة العالمي للبحث والتعليم عالمياً، والأول من حيث تركيزه على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا.
يجتمع حضور القمة في نسختها الجديدة بدبي تحت شعار "المرأة: القيادة ضمن مناخ جديد من التغيير" لتسليط الضوء على كيفية مساهمة النساء في الاستراتيجيات والتقنيات المبتكرة لتعزيز الفرص الاقتصادية والتصدي للتحديات التي يواجهها المجتمع. هذا ومن المتوقع أن تشارك القيادات النسائية من مختلف الوزارات والمديرات التنفيذيات للشركات الكبرى، وسيدات الأعمال، إلى جانب كبار المسؤولين التنفيذيين من كلا الجنسين من جنسيات مختلفة، في القمة التي تستمر ثلاثة أيام، ومن المتوقع أن تأتي وفود سيدات الأعمال من دول مختلفة مثل جنوب إفريقيا وفيتنام وفرنسا وإسبانيا، والمكسيك، وألمانيا، وكازاخستان.
وقالت إيرين ناتيفيداد، رئيسة القمة العالمية للمرأة: "نتطلع إلى هذه القمة كونها ستكون في منطقة الخليج لأول مرة، وتحديداً في دولة الإمارات العربية المتحدة، كونها أولى الدول الرائدة إقليمياً للنهوض بالمرأة اقتصادياً وتمكينها من المناصب القيادية. تشكّل المرأة 50٪ من البرلمان الإماراتي و30٪ من مجلس الوزراء في الدولة، علاوة على أن دولة الإمارات العربية المتحدة لديها نظم تضمن وجود حصة في مجالس الإدارة مخصصة للنساء. أريد أن يغادر جمهور القمة وهو يشعر بالتقدم الذي تم إحرازه على صعيد المشاركة الاقتصادية للمرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة".
وأضافت ناتيفيداد: "هنالك إقبال كبير من المشاركين من جميع أنحاء العالم للقدوم إلى دبي، لذلك نتوقع حوارات ديناميكية ومليئة بالحقائق والنتائج القوية حول ما يمكن القيام به لتحريك عجلة المساواة الاقتصادية للمرأة".
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق