عبر المهندس شربل الرامي، مهندس العمليات، والحاصل على شهادة ماجستير حول السلامة الغذائية والأدوية والابتكار من فرنسا، متحدثاً عن الاحتواء الذي توليه دولة الإمارات للأبحاث والدراسات العلمية، باعتبارها بيئة حاضنة،«إن الدور الحيوي الذي تلعبه دولة الإمارات من خلال استثمارها بذكاء في استقطاب المواهب والعقول والكفاءات والمبتكرين من العالم، جعلها اليوم مركزاً عالمياً لهذا النوع من الاستقطاب، في ظل إيقاع النمو والتطور السريع والكبير، وكان هذا حافزاً كبيراً لي للإبداع والابتكار، لإيماني أن هذه الأرض خصبة تنبت منها الإنجازات». ولا سيما في ما يتعلق بأبحاث الأمن الغذائي، إذ طور مشروعاً علمياً يعد الأول من نوعه حول استخراج مادة «بروتين مصل الحليب» من متبقيات إنتاج الحليب بدلاً من رميها والتخلص منها، حيث عمل على بحثه مدة عامين ومن خلالها درس السوق الإماراتي من حيث القدرة الاستهلاكية.
وأوضح أن الدراسات العالمية تشير إلى أن أكثر من 6 مليارات نسمة حول العالم يستهلكون منتجات الحليب والأجبان، ووفقاً لدراسة محلية فإن أكثر من 40٪ من سكان الإمارات يستهلكون منتجات الحليب العضوية يومياً، كما تبلغ قيمة سوق منتجات حليب النوق في الدولة نحو 50 مليون درهم سنوياً، ويتراوح الاستهلاك بين ستة وسبعة آلاف لتر يومياً، كما أن 99٪ من الحليب المنتج في دولة الإمارات يتم استهلاكه محلياً، الأمر الذي جعل دولة الإمارات من أفضل الأسواق في منطقة الشرق الأوسط لإنتاج الألبان وعرضها.
وكانت هذه الدراسات بمثابه نقطه الانطلاق داخل عقل شربل للفكرة الابداعية وهي الاستفادة من متبقيات الحليب في الدولة، وتسخيرها لتكون ضمن أسس الأمن الغذائي، والبحث عن نمط غذائي مستدام.
ولأن النمط الغذائي الصحي أصل الدراسة، يقول شربل إن مادة «بروتين مصل الحليب» تعد مكملاً غذائياً صحياً، إذ يقوم البحث حول ابتكار مادة أساسية تدخل ضمن النظام الغذائي المتكامل للإنسان، بحيث تشكل هذه المادة وجبة طبيعية مغذية ومتكاملة، وتتجلى الفكرة في استخراج وإنتاج مادة «بروتين مصل الحليب» من ترسبات الحليب بدلاً من التخلص منها، ضمن قواعد ISO 22000 وسلامة الغذاء وإدخال هذه المادة في الأطعمة والمكملات الدوائية والغذائية لدعم صحة كبار السن والأطفال والرياضيين وغيرهم، وذلك للحصول على وجبة خالية من المواد المصنعة ومفيدة للجسم وخالية من السكر والمواد الحافظة وليس لها أي آثار جانبية.
وأوضح شربل أن الاستفادة من منتج متوافر بكثرة في دولة الإمارات، واستغلاله الاستغلال الأمثل، سيساهم بشكل كبير في تطوير الإنتاج المحلي، ودعم الابتكار والبحث المستدام عن مواد طبيعية مفيدة تعزز صحة الإنسان وتدعم الجيل الجديد، وتحقق الاكتفاء الذاتي بطريقة مغايرة، مشيراً إلى أن ثمة دراسات حول العالم بالوقت الراهن تتمحور حول حقن «مادة مصل البروتين» المستخرج من الحليب في مياه الشرب، بكميات معينة وفق المعايير الصحية، لتعزيز الصحة العامة.
و ذكر شربل أن «مادة مصل الحليب» تعد مصدراً غنياً بالبروتين الكامل ذي الجودة المرتفعة، حيث إنه يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية للجسم، كما يُعدُّ سريع الهضم والامتصاص مقارنةً بأنواع البروتين الأخرى، ولذلك فإنّه يعد أحد أفضل المصادر الغذائية للبروتين، ويساهم في دعم صحة الإنسان، ومحاربة الالتهابات والتحكم في ضغط الدم ومعدل السكر، وتغذية العضلات، وإدخالها في برامج خسارة الوزن، واكتساب المناعة
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق