يعد معرض الصحة العربي أكبر ملتقى للمتخصصين في مجال الرعاية الصحية والتجارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وستشهد نسخة عام 2021 حضور أكثر من 4,150 شركة عارضة و106,300 زيارة متخصصة من 159 دولة.
وقد قام معرض الصحة العربي على مدار 45 عاماً باستقطاب أحدث الإبتكارات في مجال الرعاية الصحية وتظهر فعاليات الدورة السادسة والأربعين من معرض ومؤتمر الصحة العربي، احدث التكنولوجيا المتقدمة وطرق الوقاية أو التعامل مع فيروس «كورونا» المستجد ، حيث قدم المتحدثون والعارضون من أكثر من 150 دولة حول العالم، أحدث الابتكارات العلمية والطبية لمواجهة جائحة «كوفيد- 19».
حيث جاء في معرض الصحة العربي أعلان العديد من العارضين والمشاركين عن تقنيات، يتم الكشف عنها لأول مرة في العالم، حيث حصل بعضها مؤخراً على الاعتماد من جهات دولية للسماح بالاستخدام والتداول، وبعضها الآخر في مرحلة الإجراءات اللازمة تمهيداً للاعتماد، مما جعل دولة الإمارات بصفة عامة وإمارة دبي بصفة خاصة قبلة للصناعات الطبية والدوائية الحديثة لمواجهة جائحة «كورونا».
كما أعلن عن العديد من الابتكارات في قطاع الرعاية الصحية بما في ذلك الأدوية الصيدلانية واكتشاف الأدوية والذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية والصحة الرقمية.
ويعد مؤتمر ومعرض الصحة العربي «أرب هيلث»، الذي اختتم أعماله مساء أمس الأول «الخميس»، شهادة على استراتيجية التطعيم الناجحة التي تتبعها حكومة الإمارات، حيث عقد فعاليات الحدث حضورياً وبمشاركة 20 ألف شخص، ليؤكد على رغبة العاملين في مجال الرعاية الصحية للالتقاء معاً في دولة الإمارات.
ويعد هذا الحدث، الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي أُقيم بمشاركة أكثر من 2300 شركة من 64 دولة حول العالم، ضمن أجواء آمنة تراعي تطبيق كافة الإجراءات الوقائية التي تضمن سلامة كافة العارضين والزوار.
وحضر معرض ومؤتمر الصحة العربي، ومؤتمر الشرق الأوسط للمختبرات، الذي أقيم بالتزامن، أكثر من 20 ألف متخصص في الرعاية الصحية والمختبرات والصناعة الطبية، وأقيم 20 جناحاً وطنياً متخصصاً للدول، ويشهد مؤتمر «آراب هيلث 2021» مشاركة أكثر من 300 متحدث إقليمي ودولي من خلال 9 مؤتمرات للتعليم الطبي المستمر.
في البداية، قال مروان جناحي مدير عام مجمع دبي للعلوم، لـ «الاتحاد»: «لطالما كان تقديم رعاية صحية عالمية المستوى أولوية وطنية في الإمارات، ولا شك أن الرعاية الصحية قطاع هام ضمن استراتيجية الصناعة (مشروع 300 مليار) الذي يهدف إلى زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي السنوي إلى 300 مليار درهم بحلول العام 2031».
وأضاف: «تستثمر الإمارات كثيراً في الأمن الطبي وإنتاج الأدوية في إطار سعيها إلى خفض اعتمادها على سلاسل التوريد العالمية، وثمة اهتمام خاص بالأدوية الوقائية والحد من السرطان والأمراض المرتبطة بنمط الحياة مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية لضمان حياة مديدة وصحية».
وأشار إلى أنه يُتوقع أن تصل قيمة سوق الأجهزة الطبية في الإمارات إلى 5.6 مليار درهم بحلول العام 2025، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 4.4 % بين 2020 و2025 وفقاً لشركة Fitch Solutions.
وأكد جناحي، أن هذا سيسهم في تعزيز الابتكار في القطاع الطبي وترسيخ مكانة دبي كمركز للأبحاث الطبية.
من جهته، قال غانم الشاعر، شريك بمجموعة شبكال الطبية: «إنه تم الكشف عن جهاز حديث عالمياً لتنقية الهواء من الجراثيم والفيروسات بما فيها فيروس (كورونا) المستجد، ويحتوي على خمسة فلاتر ثلاثة منهم مخترعات حديثاً تؤدي إلى تنقية كاملة ويحتوي أيونات تقتل جميع العوامل الممرضة لغرفتين بمساحة 90 متراً مربعاً».
وأشار إلى أنه يتم التحكم بالجهاز عن طريق تطبيق ذكي، لافتاً إلى أن الجهاز يعطي الشخص معدل جودة الهواء داخل الغرفة، بحيث يتم الدخول بعد أن تكون الغرفة نقية الهواء ومعقمة بنسبة 100%، حيث يعطي الجهاز إنذاراً إذا كان المكان غير آمن أو ملوث بدخان السجائر.
ولفت إلى جهاز آخر يساعد على تسريع التئام الجروح المزمنة باستخدام الموجات فوق الصوتية ولاصقات توضع حول الجروح تصدر موجات كهربائية، حيث تصدر الموجات فوق الصوتية تردداتها وتقوم بإعادة تدفق الدم بالمناطق المصابة وأيضاً يزيل الآلام.
وقال الدكتور طارق دوفان، المدير الطبي للمستشفى الأميركي في دبي، إنه تم عرض نظام ذكاء اصطناعي يمكن أن يتنبأ بمرضى فيروس «كوفيد- 19» عالي الخطورة بالنظر إلى معاييرهم السريرية وغير السريرية المختلفة وتاريخهم المرضي.
وأضاف: «نظام ذكي للتنبؤ بالحالات الحادة المصابة بفيروس (كورونا) المستجد، حيث يتم تصنيف هذه الحالات باستخدام الذكاء الاصطناعي وتستخدم البيانات المتوفرة في التعامل مع الحالات».
وأشار إلى أن هذا النظام الذكي يعتمد على نظام يقوم بتقسيم الحالات المصابة ويوفر معلومات كافية وشاملة عن كل حالة وبالتالي توفير العناية الصحية اللازمة في الوقت المناسب، والاحتياجات العلاجية الحالية والمستقبلية».
وأكد أن هذا النظام يعد الأحدث عالمياً تخطيط موارد العناية المركزة مسبقاً واستخدامها بشكل أكثر كفاءة، مشيراً إلى أنه تم برمجة النظام لتحديد المرضى المعرضين لمخاطر عالية باستخدام تقنيات التعلم الآلي بناءً على المعرفة المكتسبة من بيانات المرضى السابقين الذين ذهبوا إلى وحدات العناية المركزة، وبالتالي إعطاء الأولوية للمرضى الذين تم تحديدهم من قبل النظام ووضعهم في مسار رعاية محدد ونقلهم إلى وحدات العناية لمنحهم المزيد من العناية والرعاية والتدخل السريري في الوقت المناسب.
ولفت دوفان إلى أهمية ودور هذا النظام الذكي في تحديد المرضى المعرضين لمخاطر مرتفعة مقدماً، وتقديم الرعاية الصحية لهم في الوقت المناسب وإعطائهم الأولوية في العناية المركزة إذا لزم الأمر، وبالتالي تقليل أعداد الوفيات بفيروس «كوفيد- 19».
وذكر أن هذا النظام يؤدي إلى تفادي مشكلة كبيرة ظهرت عالمياً خلال جائحة «كورونا»، وهي حدوث نقص حاد في توافر خدمات العناية المركزة بسبب عدم توفر وحدات العناية المركزة اللازمة أو تشبعها بالمرضى المعرضين لمخاطر مرتفعة، إلى زيادة الإصابات بين مصابي «كوفيد- 19».
وأشار دوفان إلى تطبيق العديد من التقنيات التي من شأنها تحسين مستوى زيارتهم نحو الأفضل خلال كافة المراحل العلاجية، من خلال الوصول إلى المعلومات والبيانات في الوقت الحقيقي وبما يسهم في تحسين الكفاءة التشغيلية وضمان سلاسة زيارة المرضى، وبالإضافة إلى تحسين التخطيط للسعة الاستيعابية للمستشفى الأميركي في دبي.
من جانبه، أشار الدكتور عمار مارتيني، عضو مجلس الإدارة، والمسؤول العلمي الطبي، بمؤسسة جيلان الطبية، إلى جهاز على شكل قبعة ذكية لعلاج الاكتئاب والوسواس القهري والإقلاع عن التدخين، وتعد هذه القبعة، الأولى من نوعها عالمياً لما تتميز به من استخدام الذكاء الاصطناعي والتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة من خلال الوصول لمناطق أعمق من قشرة المخ.
وذكر أن الجهاز الجديد يستخدم تكنولوجيا حديثة مبتكرة غير جراحية ومثبتة تتم داخل العيادة بوضعية الجلوس من دون الآم أو إزعاج أو الشعور بعدم الارتياح من المريض أو آثار جانبية بعد جلسة العلاج. وأشار إلى أنه تم الحصول على الموافقة من هيئة الغذاء والأدوية الأميركية وشهادة الجودة الأوروبية، وهما من أعلى المؤسسات الصحية العالمية المعنية بالتسجيل والاعتماد. وتقوم تكنولوجيا الجهاز، على التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة على تحفيز مناطق عميقة داخل الدماغ من خلال تعريضها إلى مجال مغناطيسي يقوم بإثارة أو كبت مناطق خلايا عصبية عميقة في الدماغ.
وأوضح مارتيني، الجهاز يعمل على تغير الحالة النفسية للشخص الذي يعاني من الاكتئاب أو الوسواس القهري أو المساعدة على الإقلاع عن التدخين.
وتقوم التكنولوجيا المستخدمة بالجهاز، على تحفيز مناطق في الدماغ من أجل معالجة الاضطرابات التالية: اضطراب الاكتئاب الشديد من خلال تحفيز قشرة الفص الجبهي الظهرية اليسرى، واضطراب الوسواس القهري من خلال تحفيز القشرة الحزامية الأمامية، والإقلاع عن التدخين من خلال تحفيز قشرة الفص الجبهي والقشرة المعزولة.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق