اليوم العالمي لمكافحة مرض الملاريا الذي يصادف تاريخ 25 ابريل، يعد تأكيد على القدرات قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات على دحر الأمراض المعدية (السارية)، ومنها جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19).
ومن الجدير بالذكر ان الإمارات تعتبر من أوائل الدول في إقليم شرق المتوسط، التي أعلنت خلوها من مرض الملاريا نهائياً في العام 2007، حيث إنها لم تسجل فعليا أي حالة مصابة من داخل الدولة منذ العام 1997.
وعلى الصعيد العالمي تعتبر الإمارات أحد أبرز الداعمين للجهود الدولية الرامية للحد من حالات حدوث الملاريا بنسبة 90% بحلول عام 2030، بدءاً من سعيها لبناء شراكات مبتكرة، والدفع قدماً بجهود التوعية بهذه القضية على الصعيد العالمي، وصولاً إلى تقديم مساهمات مالية.
ومنذ عام 2011، تبرع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، شخصياً بمبلغ 30 مليون دولار للقضاء على مرض الملاريا، بالإضافة إلى تبرعات أخرى لصالح "التحالف العالمي للقاحات والتحصين (GAVI) " لبرنامج "شراكة دحر الملاريا".
واستكمالا لدور الامارات وعلى هامش أسبوع أبوظبي للاستدامة أعلنت منظمة "ملاريا نو مور" - لا ملاريا بعد اليوم - بالتعاون مع ديوان ولي عهد أبوظبي ومبادرة بلوغ الميل الأخير اليوم .. إطلاق معهد عالمي جديد يعنى بمكافحة الملاريا في مواجهة تغير المناخ وتقلبات الطقس.
وجاء إطلاق "معهد الملاريا وحلول المناخ" على هامش فعاليات قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة، خلال جلسة حوارية عقدت في " معرض إكسبو 2020 دبي " سلطت الضوء على تغير المناخ، وتأثيراته على صحة الإنسان، وعمليات التكيف اللازمة للتصدي له بفعالية.
ويعد معهد الملاريا وحلول المناخ جزءاً من مبادرة التنبؤ بمستقبل الصحي، وهو اتحاد أنشأه مبادرة بلوغ الميل الأخير ومنظمة "ملاريا نو مور" في عام 2020 لتشجيع ودعم الابتكارات والاستثمارات في الحلول الصحية العالمية في سياق تغير المناخ، بدءاً بمرض الملاريا الذي ينتقل بواسطة البعوض. وقامت مبادرة التنبؤ بمستقل صحي بالتعاون مع حكومة الهند بتصميم وتنفيذ مجموعة من الأدوات المتقدمة للغاية في مجال التخطيط والتنبؤ بالملاريا، والتي سيعمل معهد الملاريا وحلول المناخ على تكرارها في دول أخرى متضررة من داء الملاريا حول العالم.
وسيعمل المعهد بكونه أمانة عامة تحتضن عدداً متزايداً من الشركاء العاملين في مجال مكافحة الملاريا، ويسترشد بمجلس استشاري علمي يضم نخبة من الخبراء الدوليين المتخصصين في علوم المناخ والأمراض المعدية وعلم الحشرات والذكاء الاصطناعي. ويباشر موظفو المعهد ومستشاروه مهامهم من جميع الدول المتضررة بالملاريا حيث يتعاونون مع وزارات الصحة في مختلف الدول، دعماً لجهود مكافحة الملاريا.
وقال مارتن إدلوند، الرئيس التنفيذي لمنظمة "ملاريا نو مور": " إنه من الضروري أن يظل مجتمع الصحة العالمي متقدماً بخطوة واحدة عن التأثيرات الحتمية لكوكبنا المتغير على الأمراض المنقولة بواسطة الحشرات، مثل الملاريا وحمى الضنك وفيروس زيكا. وتهدف مبادرة التنبؤ بمستقبل صحي إلى تثقيف وتوعية القيادات العالمية وصناع السياسات، وتحفيز عملية ابتكار الحلول الاستباقية للتحديات التي يفرضها تغير المناخ، مما سيحول العقبات إلى فرص. وسيكون معهد الملاريا وحلول المناخ بمثابة حلقة وصل بين الخبراء العالميين، من أجل تمكينهم من تحقيق غاية استئصال الملاريا ".
كما تقدم جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات دعماً حيوياً للمعهد الجديد، من خلال تسخير الخبرات الفنية في مجال علم البيانات والذكاء الاصطناعي .. وقال حسني غديرا، مدير إدارة الخدمات البحثية بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: "حقق الذكاء الاصطناعي إنجازات مبهرة على مدى العقد الماضي. ونحن حريصون على إيجاد الفرص المناسبة لتسخير خبراتنا في تحسين النتائج الصحية حول العالم، التي تشمل التعاون مع معهد مكافحة الملاريا وحلول المناخ من أجل القضاء على الملاريا." وسيدعم معهد الملاريا وحلول المناخ الابتكار في برامج مكافحة الملاريا القائمة على البيانات والتكنولوجيا، وسيعزز التعاون وتبادل المعرفة بين شبكة دولية من الخبراء. كما من المقرر أن يعقد المعهد مؤتمراً علمياً سنوياً لاستعراض أحدث النهج الواعدة لبناء القدرات فيما يتعلق بالتكيف مع تغير المناخ في النظم الصحية. كما سيدعم المعهد جهود ترجمة هذه النهج إلى حلول عملية قابلة للتطبيق، من خلال تطبيق تقنيات متعددة التخصصات في الدول الموبوءة بالملاريا.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق