‏إظهار الرسائل ذات التسميات الثقافة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الثقافة. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 22 أغسطس 2024

الإمارات تحمي تراثها المعماري.. مكون أساسي في الهوية الوطنية

 



مبادرات لحمايته وترميمه.. وقرارات بمنع هدمه


يمثل التراث المعماري مكوناً رئيساً من مكونات الهوية الوطنية للإمارات وجزءاً من تراثها الثقافي ومؤشراً على التغيرات التاريخية والمعمارية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي شهدتها. وتقديراً لهذه الأهمية، حرصت المؤسسات المختصة في الدولة على اتخاذ العديد من القرارات بعدم المساس به، وإطلاق المبادرات الهادفة للحفاظ على هذا التراث والاحتفاء به، وتكريس ما يحمله من قيم في نفوس الأجيال القادمة، وتنتشر هذه المبادرات في جميع أرجاء الدولة وإماراتها.


ومن أبرز هذه المبادرات مبادرة التراث المعماري الحديث في دولة الإمارات التي أطلقتها وزارة الثقافة، وتركز على التعريف بقيمة وجماليات المباني والمواقع التي تعود إلى فترة ما بعد الستينات، والتي كان لها دور في مسيرة التنمية المحلية، حيث يعد التراث المعماري للدولة خلال تلك الفترة إنجازاً وطنياً ملهماً يعكس تطور الدولة ونموها وازدهارها، إذ إن المباني والمساحات العمرانية التي تعود إلى تلك الحقبة تعد جزءاً لا يتجزأ من التراث الثقافي المادي والذاكرة الجماعية للدولة وشعبها، وهي صروح ثقافية نشأت نتيجة تفاعل التراث والبيئة والتأثيرات الاقتصادية والاجتماعية، كما أنها أصول مبنية تعكس إرث المغفور له المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والآباء المؤسسين للدولة الذين قادوا برؤاهم الحكيمة مسيرة تأسيس دولة حديثة تركز على المستقبل، فكان من الضروري لسكانها والأجيال القادمة التعرّف إليها والاطلاع على تاريخها الغني. ومن هنا تتجلى أهمية المبادرة في خلق الوعي وتقدير البيئة العمرانية بين أفراد المجتمع. وفي عام 2020 اعتُمد مصطلح التراث الحديث للدولة من قِبل اللجنة الفنية للتراث الحديث التي تضم أعضاء بارزين في هذا المجال من باحثين ومهندسين ومعماريين وأكاديميين، حيث سيوجهون المبادرة بأفكارهم ومعرفتهم الغنية.


وتقسم المبادرة التراث المعماري الحديث لدولة الإمارات إلى فترتين تحدّدان التحولات الاجتماعية والاقتصادية، حيث تمتد الفترة الأولى من مرحلة الستينات إلى عام 1990، أما الفترة الثانية فهي ما بعد التسعينات حتى يومنا هذا. ويشمل التراث المعماري الحديث للدولة المساحات الداخلية والمباني والأحياء، والمعالم البارزة والمناظر الطبيعية وغيرها.


خطة دبي الحضرية 2040

ويشكل الاهتمام بالمباني التاريخية والمناطق التراثية محوراً مهماً من محاور «خطة دبي الحضرية 2040» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتقدم خريطة متكاملة لتحقيق تنمية عمرانية مستدامة في دبي، محورها الإنسان وهدفها الارتقاء بجودة الحياة وتعزيز التنافسية العالمية للإمارة، وتسهم في توفير خيارات متعددة للمواطنين والمقيمين والزوار خلال 20 عاماً المقبلة.


واعتمد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في مايو الماضي، المرحلة الثانية من مشروع حماية المواقع والأبنية التراثية الحديثة في دبي التي تشكل جزءاً مهماً من ذاكرتها وتاريخها الحديث، بهدف المحافظة على هوية الإمارة وموروثها الحضاري والعمراني. وأكد سموه أن المشروع يجسد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في ترسيخ مكانة دبي وجهة ثقافية عالمية، والحفاظ على موروثنا التاريخي والثقافي، وإبراز قيم الهوية الوطنية والأبعاد الحضارية والإنسانية التي اتسم بها أهل الإمارات على مر السنين. ويصل عدد مواقع وأبنية التراث الحديث والمناطق والمباني ذات القيمة التاريخية التي يشملها المشروع في مرحلتيه الأولى والثانية إلى 807 مواقع ومناطق ومبانٍ، حيث شهدت المرحلة الأولى من المشروع حماية 17 موقعاً، و14 منطقة، و741 مبنى تراثياً، وتضمنت المرحلة الثانية 35 من مناطق ومواقع وأبنية دبي التي تشكل جانباً مهماً من تراثها العمراني الحديث.


وتُعنى رؤية دبي الثقافية - التي أطلقتها وتشرف على تنفيذها هيئة الثقافة والفنون في دبي، بتوجيهات سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة الهيئة - بالتراث الثقافي، إلى جانب الفنون والتصميم والأدب، من خلال إقامة المعارض الفنية التراثية في كل أنحاء المدينة. وكانت لبلدية دبي أيضاً خطوات مهمة في هذا الإطار، من خلال ترميم وحماية المباني التاريخية في الإمارة، وفق أعلى المعايير المتبعة عالمياً في صيانة الأبنية العتيقة، بأدوات عصرية تُظهر تفاصيلها بدقة متناهية وتحافظ على ديمومتها لتصل إلى الأجيال القادمة.


التراث الثقافي في أبوظبي

وأطلقت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي مبادرة الحفاظ على التراث الثقافي الحديث في 2023، والتي تسلط الضوء على مواقع التراث الحديث في أبوظبي سعياً إلى حمايتها وضمان تعريف الأجيال القادمة بها وبتاريخ الأجداد، وتأكيد أن نقل التراث إلى الأجيال الحالية والمستقبلية هو مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع. وكشفت الدائرة عن المجموعة الأولى من المواقع التي تضم 64 موقعاً تراثياً حديثاً تتطلب حماية فورية وغير مشروطة، ولن يسمح بأي طلبات هدم لهذه المواقع، بل ستُعطى الأولوية لصيانتها وإعادة تأهيلها وفقاً لدرجة تصنيفها.


وتشمل المبادرة القائمة مواقع تقف شاهدة على تاريخ الإمارة ونموها وتطورها على مدى العقود الماضية، حيث تضم أنواعاً مختلفة من المباني، بما في ذلك مستشفى ومسرح ومدرسة ومساجد وحدائق عامة، وفنادق وأسواق ومبانٍ تجارية وغيرها الكثير، حيث كان قصر المنهل - مثلاً - أول قصر رئاسي شُيّد لهذا الغرض، وهو المكان الذي تم رفع علم الدولة فوقه بعد انضمام دولة الإمارات إلى الأمم المتحدة عام 1971.


كما يعد مبنى الإبراهيمي الحائز جوائز عدة، تحفة معمارية في العاصمة من تصميم المهندس المعماري المصري البارز الدكتور فاروق الجوهري. وكان مشروع مدينة زايد الرياضية انعكاساً بارزاً لتطور التخطيط الحضري في إمارة أبوظبي، حيث تستضيف أحداثاً دولية وإقليمية بارزة.


جهود رائدة

تبذل الشارقة منذ سنوات جهوداً رائدة وكبيرة في حماية وترميم مواقعها التراثية، وطالت عمليات الترميم العديد من الأبنية القديمة التي عُمل على تجديدها والحفاظ على طابعها التراثي، لتكون نافذة على شواهد عمرانية في حقبة مضت، ومنها البيت الغربي، وبيت السركال، وحصن الشارقة، وسوق التمر، وسوق الشناصية، وسوق العرصة، وسوق صقر، وفندق البيت، وغيرها من المواقع الكائنة في مدينة الشارقة والتي حظيت بجهود الترميم بوصفها مواقع مختلفة الأهداف. وتشمل مروحة الترميم والحماية بيوتاً كثيرة، إضافة إلى المساجد والمدارس و«الفرجان».

الخميس، 11 يوليو 2024

مواقع دبي الأثرية والتاريخية تتألق في باريس

 

«دبي للثقافة» تشارك في النسخة الـ 57 من «دراسات الجزيرة العربية»

«دبي للثقافة» تشارك في النسخة الـ 57 من «دراسات الجزيرة العربية»


اختتمت هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) مشاركتها في فعاليات النسخة الـ57 من مؤتمر «دراسات الجزيرة العربية»، الهادف إلى تعزيز تبادل الأفكار والرؤى بين الباحثين والأكاديميين حول تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها وآثارها. يأتي ذلك في سياق جهود الهيئة الرامية إلى إبراز أهمية مواقع دبي الأثرية والتاريخية، وهو ما يتناغم مع أولوياتها القطاعية الهادفة إلى تعزيز حضور الإمارة على خريطة التراث العالمي.


وخلال المؤتمر الذي استضافه المعهد الوطني الفرنسي لتاريخ الفنون في العاصمة الفرنسية باريس لثلاثة أيام، عرض وفد الهيئة ورقتين علميتين سلطتا الضوء على آثار دبي، حيث حملت الأولى عنوان «اكتشاف خبيئة قطع أثرية من العصر الحديدي في موقع ساروق الحديد الأثري 53»، بينما جاءت الثانية تحت عنوان «تأكسد التربة في موقعي ساروق الحديد الأثري والقصيص الأثري في دبي، وتأثيره في القطع الأثرية المعدنية (البرونزية) - دراسة مقارنة».


وتناولت الورقة الأولى التي قدمتها مريم السويدي، منقب آثار أول في «دبي للثقافة» تاريخ موقع «ساروق الحديد»، وأبرز القطع الأثرية المكتشفة فيه، ومن بينها «خبيئة القطع الأثرية» التي تعتبر من أهم الاكتشافات الأثرية في جنوب شرق شبه الجزيرة العربية، حيث عثر عليها مدفونة داخل حفرة دائرية بقطر 90 سم، وعمق 50 سم، في موقع «ساروق الحديد الأثري»، واحتوت على 123 قطعة معظمها من البرونز، وتضمنت عدداً كبيراً من أواني الطهي، ومجارف وأزاميل، ومرايا ورؤوس فؤوس، ومغارف وأكواباً صغيرة وموازين وسنارة صيد، إضافة إلى قطعتين مصنوعتين من حجر الكلوريت، هما عبارة عن كوب صغير ووعاء، كما اشتملت الخبيئة على سبع قطع حديدية، من بينها رؤوس رماح ومقبض صغير، وكذلك قطعة مشغولة من العظم. 


وأثبتت الدراسة أن الخبيئة ضمت قطعاً أثرية تؤكد أن موقع «ساروق الحديد» استخدم لإنتاج الفحم اللازم في عمليات صناعة وصهر المعادن، والتي كانت من أهم الحرف التي مارسها سكان الموقع خلال العصر الحديدي، وتطرقت الدراسة إلى أبرز الوسائل التي استخدمت في تأريخ الموقع والخبيئة، وفحص عينات من الفحم بوساطة كربون 14 المشع، بالإضافة إلى المقارنات العلمية، كما استعرضت الخطط المستقبلية للعمل في الموقع.


في حين قدمت زينب علي سالمين، مرمم آثار أول في «دبي للثقافة»، دراسة مقارنة تناولت فيها أساليب تطوير صيانة وترميم القطع الأثرية المكتشفة في موقعي «القصيص الأثري» و«ساروق الحديد»، كما سعت من خلالها إلى شرح طبيعة المواد المؤكسدة في تربة الموقعين، وفهم البيئة الأثرية المحيطة بالقطع المدفونة فيهما، وبينت الدراسة أن التربة الموجودة في موقع «ساروق الحديد» تمتاز بانخفاض مستوى تأثيراتها في القطع البرونزية، مقارنة مع تلك الموجودة في موقع «القصيص الأثري»، الذي يتكون من تربة طفلية ملحية تؤثر بشكل مختلف في حالة القطع المكتشفة على المدى البعيد.


وأكد مدير إدارة الآثار في «دبي للثقافة» بدر محمد آل علي، حرص الهيئة على الحضور في كل المحافل الدولية والمؤتمرات العلمية المتخصصة في مجال الآثار، بهدف التعريف بمواقع دبي الأثرية، وإبراز أهميتها وقيمتها العلمية، وقال: «تمثل المؤتمرات الدولية مساحة ملهمة للتعريف بأهمية دبي التاريخية، ما يجعل منها وجهة جاذبة للباحثين والمهتمين بالآثار على اختلاف عصورها وأشكالها، ما يعزز مكانة الإمارة وريادتها العالمية».


 ونوه بأن مشاركة الهيئة في مؤتمر دراسات الجزيرة العربية تسهم في تقديم تصور متكامل حول إمكانات دبي، وما تمتلكه من مواقع أثرية، كما تساعد على تبادل الخبرات وتوطيد العلاقات مع المعاهد ومراكز الأبحاث الدولية وبعثات التنقيب الدولية.

الأربعاء، 12 يونيو 2024

الإمارات عضوا باللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو

 

للمرة الثانية الإمارات عضواً في لجنة صون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو


للمرة الثانية الإمارات عضواً في لجنة صون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو 

تم انتخاب دولة الإمارات العربية المتحدة - في إنجاز جديد يضاف إلى رصيد إنجازاتها - عضواً في اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) للفترة 2024 -2028، وذلك خلال الدورة العاشرة للجمعية العامة للدول الأطراف في اتفاقية عام 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي التي انطلقت اليوم وتستمر يومين.


تعد هذه المرة الثانية التي تحصل فيها دولة الإمارات على عضوية اللجنة ويجسّد اختيارها لعضويتها اعترافاً بمساهماتها الكبيرة في دعم المجتمعات المحلية، والحفاظ على الموروثات التاريخية.


وأكدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، أهمية توحيد الجهود بين الدول والمنظمات الدولية وتبادل الخبرات والمعرفة فيما بينها لتعزيز الحفاظ على التراث الثقافي في جميع أنحاء العالم، مشيدةً بالجهود العالمية الكبيرة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة للحفاظ على الموروثات التاريخية، ودورها في دعم ومساندة المجتمعات وتعزيز الوعي بأهمية التراث الثقافي غير المادي الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الإنسانية وتراثها المشترك.


وقالت سموّها: "تقود دولة الإماراتدولة الإمارات جهود الحفاظ على التراث الإنساني والحوار بين الثقافات في إطار حرصها على صون وإحياء واستدامة مقومات تراثها الأصيل وتمتاز بتنوعها الثقافي الواسع في مجال التراث الثقافي غير المادي، ونجحت في تحقيق إنجازات ملموسة بتسجيل الكثير من عناصر هذا التراث على قائمة اليونسكو.. ويأتي اختيارها عضواً للمرة الثانية في اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لمنظمة اليونسكو تتويجاً للجهود الكبيرة التي قادتها في الحفاظ على التراث الثقافي الغني ودعم التواصل والتبادل الثقافي والحضاري بين مختلف المجتمعات".


وأشارت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم إلى حرص دبي على صون التراث الثقافي غير المادي عبر تفعيل العديد من المبادرات في هذا المجال، إضافةً إلى بذلها الجهود كافة التي من شأنها أن تساهم في ترسيخ حضور الإمارات وتعزيز ريادتها على المستوى الدولي.


وقال معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة للتربية والثقافة والعلوم في تصريح له : "قطعت دولة الإمارات دولة الإمارات شوطاً طويلاً في مجال الحفاظ على التراث الثقافي المادي وغير المادي، وبذلت الجهود عبر الجهات والمؤسسات الثقافية المعنية لمساندة مختلف دول العالم في دعم العديد من القضايا التي تخدم الحفاظ على هذا التراث الذي يعدّ ثروة إنسانية للشعوب، واستحقت بذلك نيل هذه العضوية".


وأضاف معاليه: "تتمتع الدولة اليوم بمكانة متقدمة عربياً وعالمياً، نظراً لمساهماتها الكبيرة في الحفاظ على التراث، حيث سجلت الدولة حتى اليوم 15 عنصراً ضمن قوائم التراث الثقافي غير المادي في منظمة (اليونسكو)، ونحن نفخر بهذه المكانة، ونعمل جاهدين لأجل المحافظة عليها وتوطيد العلاقات الثنائية المشتركة مع جميع الجهات والمنظمات المعنية، والمضي قدماً في تعزيز الوعي بأهمية التراث الثقافي المادي وغير المادي لدى جميع فئات المجتمع المحلي والعالمي".


من جهته أشار معالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي إلى أن "اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة عضواً في اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي يُعزز الدور الريادي لدولة الإمارات على صعيد تحقيق أهداف اليونسكو في صون التراث الإنساني المشترك، والانطلاق منه نحو آفاقٍ واعدة في التنمية المستدامة، وتعزيز السلام العالمي، ومد جسور التواصل والحوار بين مختلف الثقافات موضحا أن هذه الثقافات من الثراء والتنوع بحيث تُحقق كل هذه الآمال نحو عالم يسوده الأمن والرخاء والتقدم.. لذا حرصت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي منذ انضمام دولة الإماراتدولة الإمارات لاتفاقية 2003 على دعم خطط وبرامج اليونسكو، وتحقيق أهدافها مدعومة بتاريخها وتراثها الأصيل الذي شكل على الدوام جزءاً من التراث الإنساني الشامل.. من هنا عملت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي بالتعاون مع وزارة الثقافة على إبراز شمولية هذا التراث وخصائصه المميزة عبر الدول، من خلال ملفات الترشيح الوطنية والمشتركة للتسجيل في منظمة اليونسكو".


بدوره، قال سعادة السفير علي عبدالله آل علي المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" رئيس الوفد الإماراتي المشارك في اجتماع الجمعية العامة للدول الأطراف في اتفاقية عام 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي إن اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة وللمرة الثانية عضواً في اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لمنظمة اليونسكو يعكس التزام الدولة بالحفاظ على تراثها الثقافي ونجاحها المتزايد على الصعيد الدولي في هذا المجال.. ولا شك أن هذا الإنجاز سيعزز من دور دولة الإمارات في حماية الممارسات الثقافية والحفاظ على الموروثات المجتمعية التاريخية.. ولطالما ساهم التراث الثقافي غير المادي في تعزيز الهوية المجتمعية والتنوع الثقافي، إلى جانب إثراء التراث الإنساني ودعم جهود التنمية المستدامة والشاملة.. وتفخر دولة الإمارات بقيادة جهود لحماية العادات والتقاليد العربية والإماراتية ضماناً لانتقالها إلى أجيال المستقبل.. ونؤكد التزامنا بمواصلة دورنا الطليعي نحو تحقيق أهداف اتفاقية عام 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي".


وحلّت دولة الإمارات في المرتبة الأولى عربياً، من حيث عدد العناصر المدرجة على قوائم اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية وتصدّرت قائمة الملفات الثقافية المشتركة من خلال ملف "الصقارة"، وهو أكبر ملف ثقافي مشترك ضمن القائمة للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، ويعود الفضل في ذلك إلى جهود دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي.


وستواصل دولة الإمارات في السنوات الأربع المقبلة تعاونها مع الدول الأعضاء لتحقيق أهداف اتفاقية عام 2003، وتقديم التوجيه المطلوب بشأن أفضل الممارسات والتوصيات لصون التراث الثقافي غير المادي.


ووقعت دولة الإمارات اتفاقية مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) لدعم الدول العربية في أفريقيا لتقديم ملفات مشتركة للإدراج على قوائم اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي.


وتستفيد دولة الإمارات من خبرتها الواسعة في مجال تسجيل التراث غير المادي لتعزيز دور التراث العربي باعتباره جزءاً مهماً من التراث العالمي.


وتضم اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي 24 من الدول الأطراف، تنتخبها الجمعية العامة للدول الأطراف لمدة أربع سنوات وتجتمع سنوياً.


وتهدف دولة الإمارات خلال فترة عضويتها إلى تعزيز التزامها الثابت بالحفاظ على التراث غير المادي كعضو في اللجنة، بما في ذلك من خلال دراسة طلبات التسجيل التراثي وكذلك المقترحات الخاصة بالبرامج والمشاريع.

جميع الحقوق محفوظة © قريه التراث
تصميم : يعقوب رضا