تعطي دولة الإمارات اهتماماً كبيراً لمجال الفضاء حيث وضعت دولة الإمارات بأدائها المتميز والريادي معايير جديدة للتميز في قطاع الفضاء.. ومستمرون في تقديم المزيد من المهمات الطموحة بما يتماشى مع الرؤية التي رسمتها قيادتنا، والتي تهدف إلى تعزيز المعرفة وتطور البيانات لدولة الإمارات على المستويين الإقليمي والعالمي".
ومن الجدير بالذكر ان نتحدث عن إنجازات عديدة حققتها الدولة في هذا المجال حديثاً ،فقد منحت الأكاديمية الدولية للملاحة الفضائية، فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، جائزة لوريلز للإنجاز الجماعي لعام 2023، وذلك خلال الدورة الرابعة والسبعين للمؤتمر الدولي للملاحة الفضائية IAC-2023 في العاصمة الأذربيجانية باكو، تقديراً لجهودهم ومساهمتهم في إثراء المجتمع العلمي الدولي بالكثير من البيانات المهمة والدقيقة عن كوكب المريخ، والتي ساهمت في رسم خريطة كاملة لغلافه الجوي، إلى جانب الكشف عن ملاحظات غير مسبوقة لقمر المريخ الأصغر «ديموسط».
وقالت معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء: «هذا التكريم من الأكاديمية الدولية للملاحة الفضائية يسلط الضوء على تعاوننا الدولي الاستثنائي، والذي يجمع فريقاً متماسكاً من جميع أنحاء العالم للعمل معاً بهدف واحد يتمثل في إنشاء مشروع تحولي حقيقي يساهم في تقدم أمة بأكملها على جميع الصعد في مجالات علوم الفضاء والبحوث والابتكار التكنولوجي».
وهناك في هذا الصعيد حدث جديد ، حيث ترأست معالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، وفد الدولة المشارك في الدورة 74 للمؤتمر الدولي للملاحة الفضائية IAC-2023، الذي افتتح أمس بالعاصمة الأذربيجانية باكو و يستمر حتى 6 اكتوبر الجاري ،بحضور 30 شركة راعية عاملة في مجال الفضاء وأكثر من 150 مشاركاً بالمعرض المصاحب.
كما شاركت وكالة الإمارات للفضاء إلى جانب مجموعة من وكالات الفضاء الدولية في اجتماع "أرتميس"، الذي يشكل فرصة مهمة لتقديم المشاريع الحالية والمستقبلية للدولة، إلى جانب التأكيد على التزام دولة الإمارات بمبادئ اتفاقية "أرتميس" وتعزيز استكشاف الفضاء بطريقة مسؤولة ومشتركة. ومن خلال المشاركة في هذا الاجتماع، تسعى الوكالة إلى تعزيز التعاون مع الوكالات الفضائية الدولية الأخرى، ومشاركة الخبرات والتجارب المكتسبة من برامجها الفضائية الطموحة.
وسلطت الوكالة، الضوء على دور دولة الإمارات في مجال التنمية المستدامة والاهتمام بقضايا التغير المناخي، وجناح الفضاء خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 في مدينة إكسبو دبي، بالإضافة إلى التعريف بأهمية هذه النسخة والتي تعكس جهود دولة الإمارات المستمرة في دعم الاستراتيجيات الدولية لمكافحة التغير المناخي والحد من آثاره.
كما أبرزت دور معرض دبي للطيران، الذي يشهد مشاركة كبيرة من الشركات والمؤسسات العالمية المتخصصة والمهتمين في بمجالي الطيران والفضاء، بالإضافة إلى التعريف بأحدث التقنيات والابتكارات خلال المعرض، وفرص التعاون والشراكات المختلفة، وسبل الاستثمار في هذين القطاعين الرائدين، إلى جانب تسليط الضوء على جناح الفضاء على هامش المعرض.
وعلى هامش مشاركتها في المؤتمر، عقدت معالي سارة الأميري، سلسلة من الاجتماعات الثنائية مع عدد من رؤساء وكالات الفضاء الدولية وكبار المسؤولين والشركاء الدوليين في إطار تعزيز التعاون وبحث فرص التعاون المشترك وتبادل الخبرات في مجال الفضاء.
كما شاركت معاليها، كمتحدثة رئيسية في الجلسة العامة التي عقدت تحت عنوان "وجها لوجه مع قادة الفضاء حول العالم"، حيث سلطت الضوء على مستقبل قطاع الفضاء والتقدم السريع لبرنامج الفضاء الوطني في دولة الإمارات ، إلى جانب مناقشة أبرز التحديات والفرص التي تواجه قطاع الفضاء الخاص بشكل عام، كما تطرقت إلى تقديم رؤية لأبرز الخطوات للدول التي تسعى إلى تطوير مختلف المجالات في قطاع الفضاء.
ونظمت الوكالة، حفل عشاء خلال مشاركتها في المؤتمر، بحضور نخبة من المهتمين والمختصين وكبار المسؤولين في مجال الفضاء والطيران، لتسليط الضوء على مشاركتها وجناحها في معرض دبي للطيران، بالإضافة إلى عرض تقديم حول المعرض، وأبرز إنجازاتها، ومشاركاتها إقليميا وعالمياً.
وتعتبر مشاركة وكالة الإمارات للفضاء، في المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية بأذربيجان، خطوة استراتيجية في تعزيز مكانة دولة الإمارات على الساحة الفضائية العالمية بوصفها واحدة من الدول الرائدة في البحث واستكشاف الفضاء، بالإضافة إلى سعيها المستمر لتبادل الخبرات والمعرفة مع الشركاء الدوليين والتعاون المشترك لتحقيق التقدم والابتكار في مجال الفضاء، ودعم التنمية المستدامة في هذا المجال الحيوي وسريع النمو على الصعيد الوطني والعالمي.
أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، أن المركز يترجم رؤى قيادة دولة الإمارات في وضع المنطقة العربية على خارطة صناعة الفضاء بمشاريع نوعية تخدم البشرية، وتوظف التكنولوجيات الحديثة والمتطورة لتحسين جودة حياة الإنسان.
جاء ذلك خلال ترؤس سموه اجتماع مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث اطلع سموه على المهمات الطموحة والبرامج المستقبلية للمركز.
وقال سموه: "المرحلة المقبلة في قطاع الفضاء ستشهد مشاريع نوعية ومازلنا في بداية الطريق في قطاع الفضاء بدولة الإمارات، والذي يشهد تطوراً سريعاً، ويلعب دوراً مهماً في مجال استكشاف الفضاء عالمياً، مستفيداً من الخبرات والمعارف المتجددة والمتطورة والشراكات الاستراتيجية التي تم بناؤها خلال المرحلة السابقة".
وأضاف سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم: "يلعب مركز محمد بن راشد للفضاء دوراً محورياً في المهمات والمشاريع الإماراتية الرائدة في قطاع الفضاء. وسنواصل تعزيز إسهامات دولة الإمارات في هذا المجال، التزاماً بتحقيق رؤية القيادة الرشيدة، والهادفة إلى تحسين جودة حياة الإنسان، وإنجاز ابتكارات جديدة تخدم الوطن، والمنطقة، والعالم".
ومن جانبة قال سعادة حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء: تحت إشراف سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، سنتابع تعزيز مكانة دولة الإمارات في مجال استكشاف الفضاء. ونعمل بشكل استراتيجي على مواكبة البيئة المتغيرة لقطاع الفضاء من خلال تدعيم كوادرنا، والتحضير للمستقبل.
وتابع سعادته: لا تقتصر غايتنا في مركز محمد بن راشد للفضاء على دعم الابتكار والمواهب في دولة الإمارات، بل إنشاء منصة عالمية لمشاركة المعرفة، والخبرات، والبيانات لبناء مستقبل قطاع الفضاء. وسنواصل التزامنا باستخدام أحدث التقنيات لخدمة البشرية وتحقيق تقدم كبير في علوم وتكنولوجيا الفضاء".
منارة الابتكار
من جهته، قال سعادة سالم حميد المري، المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء: بقيادة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، سيواصل مركز محمد بن راشد للفضاء دوره كمنارة للابتكار، ومشارك أساسي في صناعة مستقبل استكشاف الفضاء.
وأضاف سعادته: نتابع العمل على خلق بيئة تتميز بالتعاون، وتدعم الجهات، والمواهب، والأفكار المبتكرة في هذا القطاع. ومن خلال دعم منصات التعاون العالمية، نسعى لمشاركة المعرفة وإثرائها، والتعرف إلى تقنيات مبتكرة، والاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة، وكل ذلك بهدف إثراء المعرفة الإنسانية، وتأمين حياة أفضل للبشر.
يذكر أن، مركز محمد بن راشد للفضاء يعمل مع شركات إقليمية بهدف بناء منصة محلية للشركات العاملة في قطاع الفضاء، كما عقد شراكات مع شركات محلية لصناعة وتأمين مكونات هذا القمر الاصطناعي، بما في ذلك ألواح الألمنيوم المصنوعة محلياً باستخدام الطاقة الشمسية، والمصممة على شكل خلية نحل.